27 رجب 1434

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أعمل في شركة وليس لي علاقة بأي شخص وهناك شخص صديق لصاحب الشركه دخل المكتب لصاحب الشركه وكلمه وقال له عني أني أتصل بشخص معين (زميل لي في العمل ولكنه مسافر وأخذ ديونا من الشركة) وقال إني اتصلت به وأخبرته ألا يأتي الشركة مرة أخرى لأنهم يتهمونه بالسرقة. وقد لمست أن صاحب الشركة ينظر لي نظرة غير طيبة وقد تغيّر كلامه معي.. مع أني لم أقل أو أفعل شيئا. والذي أخبرني بذلك عامل النظافة بالشركة.. كما أخبرني أن صاحب الشركه غاضب مني.. ماذا أفعل؟ ساعدوني فأنا في ضيق وحيرة.

أجاب عنها:
خالد عبداللطيف

الجواب

مرحبا بك أخي الكريم في موقعك موقع المسلم.. وأسأل الله تعالى أن ينفّس كربك ويصلح لك شأنك كله.
تتلخص مشكلتك أخي في وشاية أغضبت صاحب العمل عليك، وأنت تترقب في حيرة لا تدري.. ماذا تفعل؟
والحقيقة أن مشكلتك يسيرة بالاستعانة بالمولى جل وعلا الذي يعلم السر وأخفى!
حسبك الله ونعم الوكيل أخي، وكفى بالله وكيلا، واعلم "أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء, لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك, وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء, لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك" (كما في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما).
فلا تجزع أخي على رزق ولا غيب، وارفع شكواك إلى المولى الجليل؛ فإنه سبحانه لا يصلح عمل المفسدين. فهذا أول وأهم ما أوصيك به؛ أن تأوي إلى ركن شديد.. توكلا واستعانة!
ثم تعامل مع هذا الأمر بشجاعة وحكمة وضبط نفس، امض في عملك بإخلاص وإتقان، ولا تلتفت إلى ما قيل (إن كان قد قيل! فلربما كان في الأمر لبس على من أخبرك) ولا تحرّك له ساكنا، إلا أن يواجهك صاحب العمل وتتيقن أنه قد بلغه عنك ما يسوؤك ويسوؤه!
أخي الفاضل:
فإذا تأكدت الوشاية الظالمة وواجهك بها صاحب العمل فادع بهذا الدعاء العظيم: "يا حيّ يا قيوم، برحمتك أستغيث، أَصلح لي شأني كله، ولا تكِلْني إلى نفسي طرْفة عيْن". ثم تحدث مع صاحب العمل وأخبره ببطلان ما قيل عنك، وذكّره بعاقبة تصديق النميمة والافتراء!
كما يمكنك أن تتواصل مع الواشي نفسه وتذكّره بتقوى الله، والحذر من مغبة الظلم ورمي الناس بالتهم بغير حق ولا برهان، قال تعالى: {وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا } (النساء).
وفقك الله تعالى وأعزك ونصرك ونفع بك.