فيسك ونصف صحوة!!
21 رجب 1434
منذر الأسعد

روبرت فيسك صحافي بريطاني مشهور، ارتبط اسمه في الصحافة العالمية بقضايا المشرق العربي والإسلامي-الشرق الأوسط بحسب التسمية الاستعمارية الصليبية الحاقدة على هويتنا-.

 

فهو يعيش في بيروت منذ نحو 30 عاماً ويعمل حالياً بوصفه المراسل الخاص في منطقة الشرق الأوسط لصحيفة الإندبندنت البريطانية، ويعتبر فيسك أشهر مراسل غربي في تغطية الأحداث ومنها : الحرب الأهلية اللبنانية وكان شاهدا على مذبحة صبرا وشاتيلا والثورة الإيرانية والحرب العراقية الإيرانية ومجزرة حماة وحرب الخليج الأولى والغزو الأمريكي للعراق في عام م2003 ومذبحة قطاع غزة 2008/2009 ويعتبر من المراسلين الغربيين القلائل الذين أجروا مقابلة مع أسامة بن لادن وهو يعارض سياسات بلاده والولايات المتحدة إزاء المنطقة العربية بعامة.

 

لكنه منذ اندلاع الثورة السورية فاجأ الجميع بانحيازه السافر إلى نظام بشار الأسد، وتورط في التشبيح إلى حد إهدار تاريخه المهني، حتى إنه رافق مرتزقة النظام القتلة من الجيش الأسدي المتوحش والشبيحة الطائفيين، الذين يسترجلون على الشعب السوري الأعزل.واستهجن جميع المنصفين سلوك فيسك، واحتارت العقول في تفسيره، فهو صحافي عريق لا يسهل على نظام سياسي طاغوتي أن يخدعه، وبخاصة أن فيسك الذي يهجو النظم السياسية الغربية بسبب مواقفها الجائرة إلى جانب العدو الصهيوني على حساب الحق العربي، في حين أن عصابة بشار أسوأ من تلك النظم بكل المعايير.فالساسة الغربيون لا يصعدون إلى السلطة بالقوة ولا يمارسون قمع مواطنيهم بالتعذيب والقتل وتدمير منازلهم وممتلكاتهم!! ولا يجرؤ سياسي غربي على أن يكون عميلاً لأي دولة أجنبية، بينما عائلة الأسد عميلة منذ نصف قرن للعدو الذي يحتل الجولان منذ 46 سنة!!

 

غير الرجل ثار على وقاحة حسن نصر الله التي بلغت أحط دركاتها في خطبته الأخيرة، من مجاهرة بمشاركة أوغاده مع عصابات بشار في قتل السوريين، ومن تأجيج فتنة طائفية تهدد بإحراق المنطقة لمصلحة اليهود، الذين يرتدي بشار ونصر الله وسيدهما خامنئي أقنعة العداء الزائف لهم!!

 

كتب روبرت فيسك قبل أيام مقالة في الإندبندنت بعنوان: (حرب النفاق فى سوريا)، شن فيها هجومًا لاذعًا على جميع الأطراف الدولية فيما يتعلق بمواقفها من سوريا، واتهم الدول الغربية حاكمين وشعوباً بالكذب.

 

صحيح أنه ما زال يعيش خرافة أن هنالك حملة دولية ضد صاحبه بشار، وأنه يضع المساعدات السعودية والقطرية للثوار السوريين، في كفة واحدة مع التدفق الهائل للأسلحة الفتاكة والثقيلة من روسيا وإيران التي تضيف إلى ذلك حشد المرتزقة الرافضة منها ومن العراق ولبنان، وبذل مليارات الدولارات لمؤازرة الأسد في جرائمه.
وصحيح كذلك أن فيسك يزعم أن هدف الغرب من الحملة على بشار هو طهران وسلاحها النووي المحتمل.

 

لكن المفاجئ هجومه الشرس على حزب الشيطان بزعامة الإرهابي حسن نصر الله، حيث قال: إن هذا الحزب الشيعي الذي يمثّل الذراع اليمنى لإيران والمؤيد لنظام بشار الأسد، ظل على مدى 30 عامًا يدافع عن الشيعة المقموعين فى جنوب لبنان ضد العنف "الإسرائيلي"، وقدم نفسه على أنه المُدافع عن الحقوق الفلسطينية فى الضفة الغربية وغزة. لكن عندما واجه الانهيار البطيء لحليفه في سوريا بلع لسانه، ولم يتحدث أحد - ومن بينهم حسن نصر الله أمين عام الحزب - بكلمة عن الاغتصاب والقتل الجماعي اللذين يقوم بهما شبيحة بشار ضد المدنيين.!!

 

سبحان الله العظيم.أخيراً اعترف الشبيح الإنجليزي المتطوع بارتكاب بشار وزبانيته جرائم قتل جماعي في حق المدنيين السوريين. هذا مع ملاحظة أن الرجل يصطنع الغباء لأن نصر الله لم يقف عند حد الصمت عن جرائم بشار الرهيبة، فنصر الله وأبواقه تدافع منذ البدء عن القاتل وتعادي ضحاياه!!أم أن فيسك لا يدري وهو المخضرم الذي يعرف تفاصيل الحياة اليومية في لبنان على الأقل!!

 

وليت الشبيح المستعار يدلنا على علامة يتيمة عن الحملة الدولية ضد بشار: أهي في منع السلاح عن الثوار الذين يدافعون عن المدنيين العزل؟أم في خطوط أوباما الحمراء التي باتت كالرمال المتحركة تنتقل من مكان إلى آخر لإفساح مزيد من الفُرَص للقتلة للفتك بالسوريين المدنيين؟

 

وأين رأى فيسك علامات العداء الدولي لملالي قم: في ملفها النووي الذي يدور فوق مسرح محادثات سفيهة لا تنتهي؟أم في تعامي واشنطن عن إيغال طهران في إراقة دماء السوريين ودعس حزب اللات على سيادة دولتين معاً؟