أنت هنا

ويل للعرب من شر قد نشب!!
2 شعبان 1434
موقع المسلم

لله در الشاعر أبي البقاء الرندي على قصيدته الصادقة التي قالها في رثاء الأندلس ولا سيما قوله:
تبكي الحنيفيةُ البيضاءُ من أسفٍ             كما بكى لفراق الإلفِ  هيمانُ
على ديارٍ من الإسلام خاليةٍ                  قد أقفرتْ ولها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما        فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ           حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم           قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ؟
يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما                 كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلة مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت          كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً                والعينُ باكيةٌ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ               إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ

 

فوالله كأنه يصف مأساة أمتنا الإسلامية اليوم،وبخاصة بعد محنة أهلنا بمدينة القُصَير السورية،التي احتشدت لها رعاع العلوج ودهماء المجوس من بلدان شتى،وسلطوا عليها أسلحتهم الفتاكة التي تتدفق عليهم ليلاً ونهاراً،بينما استبسل عدد يسير من أبطال التوحيد في الذود عن دينهم وديارهم وأهليهم بأسلحة فردية متواضعة،لم يجدوا لها ما يكفي من الذخيرة،في ظل تواطؤ عالمي دنيء!!وبالرغم من الفرق الهائل في العتاد والعدد ثبت الرجال الشجعان قرابة ثلاثة أسابيع قبل أن يضطرهم نفاد الذخائر وكثرة الجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ إلى الانسحاب منها.

 

دخلت قطعان الشرك الأكبر إلى المدينة الجريحة فعاثوا فيها قتلاً وفساداً،ثم عبروا عن ضغائنهم الوضيعة عندما رفعوا راياتهم المجوسية فوق مسجد عمر بن الخطاب الذي يحرق أكبادهم حتى اليوم لأنه أطفأ النار التي كان سلفهم الأوائل يعبدونها من دون الله!!

 

 وقد تمت تغطية وجوههم بسواد يشي بسواد وجوههم حقيقة الأمر الذي يؤكد مدى جبنهم حتى في حالة"انتصار" يعلمون علم اليقين أنهم مدينون به لليهود بالدرجة الأولى وللصليبية الحاقدة بالدرجة الثانية!!وإلا فإن انتصارهم المخزي يصح فيه قول القائل: نصر اللات هزم نصر اللات!!فرئيس حزب المجوس الجدد في لبنان هو نفسه قال عندما سيطر الصهاينة على بلدة مارون الراس جنوب لبنان في أثناء مهزلة حرب 2006م:

 

(إن جيشاً يقاتل بقوات النخبة والدبابات يساندها سلاح الجو يعجز عن دخول قرية على الحدود مباشرة إلا بعد أيام من القتال وخسائر كبيرة في قبالة عدد من مجاهدي المقاومة، هو جيش مهزوم وفاشل).

 

ويكفيه-كما يكفي سادته في قم-خزياً وعاراً،تصريح الاستخبارات الصهيونية بعد يومين من احتلاله للقصير: إن "إسرائيل"  تتخوف  من أن تفكك محور إيران/حزب اللات يعني شن هجمات على جيش تل أبيب في الجولان!!وفي الوقت ذاته فضحت وثيقة رسمية للأمم المتحدة خيانة نيرون الشام وتواطؤ اليهود مع نظامه الدموي الذي يحرس احتلالهم للجولان الذي باعه أبوه لهم وتسلم ثمنه رئاسة سوريا بالقوة وتوريثها لهذا المجرم الأرعن.

 

فالوثيقة تؤكد وجود تنسيق ميداني بين عصابات بشار وجيش الاحتلال في الجولان عبر قوة مراقبة فك الاشتباك (أندوف) إذ استجاب نتنياهو  لطلب "الجيش السوري" بألا يقوم الجيش الصهيوني «بأي تحرك» ضد الدبابات السورية التي دخلت منطقة فك الاشتباك يوم الخميس الماضي «لأنها مخصصة حصراً لمحاربة العناصر المسلحة في المعارضة».

 

إن ما يدمي القلوب المؤمنة قوة تلاحم أهل الباطل ودعمهم غير المحدود لصبيهم جزار الشام،بلا كلل ولا ملل،بينما تتلهى جامعة الدول العربية بمهزلة جنيف 2،التي لا تعني سوى الرضوخ المستحيل للوحش الذي قتل أكثر من 100000 سوري واعتقل نحو 30000 آخرين وشرّد خمسة ملايين من بيوتهم،ودمر نحو نصف منازل السوريين،وارتكب من الجرائم الهمجية ما يفوق سائر طواغيت الأرض قديماً وحديثاً.

 

إن العقل لا يحتمل قدرة الحكومات العربية على تبلد المشاعر لديها إزاء محنة الشعب السوري البطل،وحتى لو غض المرء نظره عن أواصر اليدن واللغة وقرابة الدم،فإنه لا يعثر على تفسير مقبول لهذه النظم التي تتعامى عن التغلغل الصفوي،بالرغم من أن عامة المسلمين من الأميين وأشباههم باتوا على وعي كامل بمآلات السرطان الصفوي!! بل إن خنوع العرب إلا من كلام أجوف لا يسمن ولا يغني من جوع أغرى سفهاء المجوس الجدد، فأخذوا يتباهون بشهيتهم المفتوحة على احتلال البلدان العربية في آسيا على الأقل بوقاحة لم تكن مألوفة يوم كانوا يتوقعون أن العرب لن يستكينوا أمام غطرستهم وخططهم الخبيثة،التي فات اليهود إجراماً ورغبات عليلة.فاليهود  لا يهمهم سوى السيطرة على أراضينا في حدود قدرتهم على الاستيعاب،أما أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي فيرومون الأرض واستئصال أهلها وتغيير دينها وهويتها!!

إن شاعرنا الحر أبا البقاء بكى الأندلس عندما هيمن عليها عُبّاد الصليب،مع أن هؤلاء لم يلاحقوا مسلمي الأندلس إلى البقاع المسلمة التي فروا إليها بدينهم!!

 

فهلا اتعظ المعنيون قبل فوات الأوان؟
ألا هل بلّغنا؟اللهم فاشهد.