17 رمضان 1434

السؤال

قامت زوجتي بطلب الطلاق وقامت برفع قضايا بذلك، على غير رغبتي؛ خوفاً مني على طفلنا الوحيد.. ثم قامت بالانتقال إلى بيت أهلها في مدينة أخرى وقامت بنقل طفلي معها من بيته ومدرسته وناديه، علما بأن عمر طفلي 6 سنوات..
وبعد مرور 6 أشهر من ترك منزل الزوجية ورغم أنها ما زالت زوجتي شرعا وقانونا فقد قامت بطلب الطلاق لأنها على علاقة عاطفية مع أحد زملائها بالجامعة، وأن الأمر تطور إلى علاقة غير شرعية أثناء إقامتها مع أهلها، وذلك باعترافها عند مواجهتها بذلك..
هل أنا مخطئ برفعي دعوى زنا عليها بغرض نقل الحضانة إليّ لعدم أمانتها؟
هل الأصلح للطفل نفسيا وتربويا قيامي بتربيته وحرمانه من تربية أمة له؟
أفيدونى.. فأنا في عذاب من أجل ابني.

أجاب عنها:
خالد عبداللطيف

الجواب

أخي الكريم.. يسر الله أمرك وأعانك وأصلح لك شأنك..
مشكلتك ظاهرة واضحة.. وهي اكتشاف خيانة زوجتك.. حيث ارتبطت بعلاقة محرمة بزميل لها.. وحيث عزمت على طلاقها فأنت حائر بشأن رعاية طفلكما.
والحق الذي لا ريب فيه أنه مهما يكن من سبب أو خلاف بينكما.. بل حتى لو كنت ظالما لها في بعض شأنكما.. فإن ذلك لا يسوّغ لها الخيانة والعبث بالميثاق العظيم (الزوجية).. إلا أن يتم الفراق بالمعروف فلها أن تتزوج بمن ترغب.
إن إسلامنا العظيم لم يحجر واسعا.. ولم يهدر المشاعر الإنسانية، وأتاح ابتداءً للذكر والأنثى اختيار شريك الحياة في علاقة طيبة نقية.. فإذا وقع الشقاق وتأكدت استحالة العشرة أباح الفراق بالمعروف، ومن ثم استئناف كل منهما لحياة جديدة في الإطار نفسه الحلال الطيب الذي لا يقبل الله سواه، وتأنف الفطر السوية عن غير هذا السبيل.
وقد ذهب كثير من أهل العلم إلى عدم إمساك الزوجة التي يثبت زناها.
وأما بخصوص الطفل فلا شك أخي أن الأمر شائك متشعب؛ وأن الولد في هذه المرحلة العمرية يحتاج لرعاية الأم؛ وربما يحتاج الأمر إلى مراجعة بشأن هذه الرعاية على الأخص.. ودعنا نتأمل في واقعة المواجهة والاعتراف من الزوجة:
فإذا كان هذا الاعتراف في سياق من التحدي والنكاية، وهو ما لا أظنه؛ فإن دلالات ذلك لا يختلف عليها اثنان، وأحسب ذلك يدل على عدم ائتمانها على رعاية الطفل.
وأما لو كان الاعتراف على سبيل الندم العظيم وطلب الصفح من الله تعالى ثم الزوج، وبدء صفحة جديدة من الطهر والعفاف.. فالأمر إليك أخي أن تتدبر وتتفكر وتستخير الله تعالى في قرارك، مع نظرك في حقيقة هذه المحنة، ومدى كونها عابرة عارضة تخالف ظاهر حال الزوجة ومجانبتها للسوء والفحشاء. فلعلك تستخير الله تعالى في بقاء الطفل معها لمدة معلومة، تتابع خلالها عن كثب مدى استقامة أمور تربيته ورعاية أمه لها وسط عائلتها؛ فإن اطمأن قلبك فليبق الطفل معها، وإن اتضح لك عدم ائتمانها عليه فاطلب ضمه إليك. أعانك الله ويسر أمرك وكتب لك الهدى والسداد.