11 شوال 1434

السؤال

كنت أعيش في أسرة فقيرة وبذل الأب والأم قصارى جهدهما لتعليمنا، ولي شقيقان وأنا الأخ الأكبر، وسافرت إلى السعودية للعمل، وطلب أخي الأوسط أن يتزوج ولم يكن لديه أي مصدر للدخل وكنت أرسل الراتب إلى والدي لمساعدة أسرتي وقام أبي بمساعدة أخي ليتزوج وأرسلت له للعمل بالسعودية ولكنه لم يوفق، وزوجته تعمل صيدلانية، وعندما نزل إلى بلدته وفقه الله وأصبح من أشهر المدرسين وعنده الآن سيارة..
ثم تزوجت بعد ذلك.. وحدثت مشاكل مع زوجتي بسبب مساعدة أهلي لأخي واستخدام جزء من أموال غربتي في مساعدته عند زواجه، وبقيت بمصر فترة الثورة لمدة عامين ومررت خلالها بظروف عصيبة ولم يقف أخي بجواري في محنتي وزادت مشكلاتي الزوجية، ثم فكرت في السفر مرة أخرى وبدأ أخي يتقرب مني.. كما أن أبي يطلب مني أن تكون علاقاتنا العائلية قوية بغض النظر عن الزوجات، ولي أخي لم يتزوج بعد، فشعرت أن أبي يشير لوقوفي بجانبه ومساعدته، بل أوصاني في حال وفاته أن أتحمل مسؤولية إخوتي..
سؤالي: هل أقوم بالمساعدة وأدخل مجددا في مشكلات مع زوجتي؟ حيث إن لي بنتا صغيرة وزوجتي لا تعمل، والأحوال قد تتغير.. أم ماذا أفعل؟ فهل أساعد أبي أم أكون قد ظلمت نفسي مرتين وظلمت زوجتي وابنتي؟ أريد حلا لهذا الموضوع لأنني في حيرة من أمري...

أجاب عنها:
خالد عبداللطيف

الجواب

مرحبا بك أخي الكريم في موقع المسلم.. وزادك الله توفيقا وبرًّا وبارك لك في أهلك وذريتك.
سؤالك أخي الكريم يتبلور في حيرتك بين معاونة عائلتك (الوالدين والشقيقين) ونفقة أسرتك (زوجتك وابنتك).. حيث كنت تسهم بعون كريم معهم قبل زواجك.. ثم تغيرت الأمور وأصبحت لديك أسرة أنت مسؤول عنها.. لكن والدك يرى استمرارك على حالك معهم قبل الزواج، ويقع الخلاف بينك وزوجتك بسبب ذلك.
والحق الذي جاءت به شريعة الإسلام العظيم أن الواجب الأول عليك أن تبدأ في النفقة بنفسك وبمن تعول (الزوجة والأولاد)، فيجب عليك أن تنفق على نفسك وزوجتك وأبنائك بما يكفي بالمعروف. والأدلة في ذلك كثيرة معلومة.
أما بالنسبة للنفقة على الوالدين فهي لا تجب على الابن إلا إذا لم يكن لهما ما يكفيهما. أما إذا كانا لديهما ما يكفيهما فلا يجب عليك الإنفاق عليهما، ولكن يكون مستحبا من باب البر والصلة.
أما النفقة على إخوتك فالراجح أن النفقة عليهما ليست واجبة (إلا في أحوال نادرة ومخصوصة لا تتوفر في حالتك)، ولكنها من العمل الصالح الذي يؤجر عليه المنفق إذا نوى به وجه الله تعالى، بل إن النفقة على القريب تعتبر صدقة وصلة.
وهذا كله بضابط: عدم الإخلال بنفقة زوجتك وأولادك.
وبالنظر والتأمل فيما سبق.. مع ما ذكرت من شأن الوالد معك في هذا الأمر.. أوصيك أخي أن تضبط أولا أحوال بيتك ونفقاتهم بالمعروف، مع شيء من الحيطة والادخار للظروف والطوارئ؛ فهذا من الحزم والحكمة، خصوصا وأنت تشير إلى حذرك في ذلك.
ثم ما زاد وتيسر فاستعن بالله وأخلص النية ورغّب زوجتك في الخير من خلال البذل لعائلتك فيما يحتاجون إليه بالمعروف، وأن ما تنفقانه من خير يعود بالخُلف والبركة على بيتكما وذريتكما بإذن الله تعالى وفضله. وفقك الله وسدد خطاك.