4 رمضان 1434

السؤال

متى يكون الفطر وكيف تكون النية، معظم المشايخ إن لم يكن كلهم يجمعون على أن الصوم بنية الإفطار فاسد، أي أن أصوم بنية أن أفطر إذا تعبت لو كنت مريضاً، فمتى إذا تكون النية ومتى يكون الإفطار في السفر إذا علمت أني مسافر الساعة 10 غداً، وقد يعرض عارض يؤخر السفر فلا أسافر؟ فما العمل؟ جزاكم الله خيراً.

أجاب عنها:
د.عمر بن عبد الله المقبل

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فخلاصة الجواب عما سألت عنه- بعد الإعراض عن تفاصيل لا يناسب طرقها هنا-:
1- لا بد في صوم الفرض من عقد النية من الليل- أي قبل طلوع الفجر-؛ لحديث حفصة - رضي الله عنهم- في السنن: "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له" أخرجه أبو داود (2454)، والترمذي (730)، وهذا الحديث وإن كان الراجح وقفه، إلا أن العمل عليه عند جماهير أهل العلم.
2- إذا تقرر ذلك، فلا يجوز أن يترك المقيم- الذي يجب الصوم عليه- عقد النية حتى ولو كان عازماً على السفر لسببين:
السبب الأول: أن العبرة في جواز الفطر للمسافر هو تلبس الإنسان بوصف السفر- أي حتى يفارق عامر بلده، ولا تكفي نيته، والمقيم لا يسمى مسافراً بمجرد النية.
السبب الثاني: أن الإنسان - كما ذكرت في سؤالك- قد يعرض له موانع من السفر، فبأي حجة يستبيح الفطر، وهو من أهل الصوم؟!.
3- يجوز لمن عقد العزم على السفر أن يقول: إن سافرت أفطرت، ولا يؤثر هذا على صحة صيامه فيما لو نقض نيته، وعدل عن السفر؛ لأن التردد هنا لا يعود إلى النية في أصلها بل إلى حال المكلف، أي: أنه علَّق الأمر على وجود سبب يبيح له الفطر. والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم