اعترافات العلمانيين:كراهية للإسلام وتعطش للدماء
24 رمضان 1434
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

المؤتمر الذي انعقد مؤخرا في مصر لبعض القوى العلمانية من المؤيدين والداعين لانقلاب 30 يونيو في مصر لمناقشة الدستور الجديد للبلاد بعد تعطيل الدستور الذي وافق عليه الشعب بعد الانقلاب, كشف جوهر الفكر العلماني وحقيقته بما لا يدع مجالا للشك, وأوضح أن العلمانيين يحاربون الإسلام بمعناه الحقيقي والشامل ويريدون فصله تماما عن الدولة ولو سكبوا في سبيل ذلك الدماء..

 

لقد حضر المؤتمر الصحفي المعروف حلمي النمنم وهو ضيف دائم على الفضائيات المصرية المناهضة للإسلاميين والمؤيدة لانقلاب 30 يونيو كما حضرته المستشارة تهاني الجبالي التي كانت عضو بالمحكمة الدستورية ـ أعلى محاكم البلاد ـ والتي طالما هاجمت الرئيس مرسي والتيار الإسلامي بدعوى "الثورية والحفاظ على مصلحة الوطن"..لقد بان تماما أن القضية الجوهرية لهذا التيار هو استئصال الإسلام بمعناه الشامل من البلاد وحصره في المساجد ومن خلال قوانين يضعونها هم أنفسهم مستبعدين التيار الإسلامي بكل اتجاهاته من أي مشاركة في تحديد مستقبل بلادهم وكأنهم جواسيس أو حشرات لاقيمة لها بينما هم المستنيرون العقلاء..

 

لقد طالب الصحفي حلمي النمنم في المؤتمر ـ وهو كلام موثق بفيديو تم نشره على اليوتيوب ـ استبعاد التيار الإسلامي تماما من الساحة السياسية وانتهاز الفرصة السانحة الآن من أجل تنفيذ هذه المهمة, وأكد أن السلفيين وحزب النور على رأس من يجب استبعادهم من الحياة السياسية وأنه لا يجب التراجع عن هذا الأمر بتاتا , وأشار إلى أن مصر ليست بلدا متدينة بطبعها ولكنها علمانية بطبعها, على حد زعمه, ودعا لدستور علماني غير إسلامي وعدم الركون لأي مطالبات مخالفة لهذا الأمر, ودعا لعدم الاهتمام بمسألة الدماء التي سالت أو قد تسيل ووصفها بأنها أمر طبيعي من أجل الوصول للديمقراطية الحقيقية, على حد وصفه..

 

من جهتها أكد تهاني الجبالي ضرورة إلغاء دستور 2012 الذي وافق عليه الشعب تماما وعمل دستور جديد يتوافق مع ما أسمته ثورة 30 يونيو ووجهت سهام النقد لبعض القوى السياسية التي تجامل التيارات الإسلاميةـ على حد تعبيرها ـ وطالبت بعدم الاهتمام بهم والسير قدما في الدستور العلماني للبلاد مهما رفضوا..هذا الكلام لم يقله أحد من الإسلاميين عن العلمانيين وإلا لكانوا اتهموه بتشويه صورتهم والافتراء عليهم ولزعموا أن الإسلاميين يكفرونهم ويريدون من الشعب أن يكرههم وإنما صدر من بعضهم دون أي إنكار من الحاضرين أو ممن استمعوا للتصريحات بعد نشرها..

 

فماذا نفهم من ذلك؟ نفهم أن مرحلة الاستضعاف والتلاعب بالألفاظ التي استخدمها العلمانيون طويلا لإخفاء ما في صدورهم عن الإسلام والإسلاميين انتهت نوعا ما بعد شعورهم بالقوة بعد انحياز الجيش لهم..ونفهم أيضا أن الذي يريد إقصاء الآخر ولا يقيم له وزنا هم العلمانيون وليس الإسلاميون كما صورت قنوات الفتنة والتضليل طوال عهد الرئيس مرسي بل وحرضت الشعب على الخروج ضده بحجة أنه استبعد المعارضة من الحكم ومن كتابة الدستور رغم أنها التي رفضت المشاركة في الحكم وانسحبت من كتابة الدستور..

 

نفهم كذلك أن العلمانيين هم المتعطشون للدماء وأن الدماء التي سالت في مصر منذ الانقلاب بوحي وتحريض ومباركة من هؤلاء المتطرفين الذين يريدون قتل ملايين من المسلمين لينفردوا بحكم البلاد ومن أجل ذلك أعادوا مباحث من الدولة وأطلقوا لها العنان مرة أخرى لتنهش في لحوم الشباب الطاهر..إن المجازر التي شاهدناها في الأيام الماضية أمام الحرس الجمهوري والمنصة ليست وليدة الصدفة أو الخطأ بل هي عن سابق عمد وترصد وأن أي محاولة للتبرير لن تجد من يستمع إليها بعد هذه الاعترافات من منظري الانقلاب.