5 ذو الحجه 1434

السؤال

أنا شاب عمري 17 سنة.. الحياة بين أبي وأمي جحيم لا يطاق.. هما متزوجان منذ فتره طويلة وفي أكثر من مره يتخذان القرار بالانفصال لكن يتراجعان.. أمي الآن لم تعد تطيق العيش مع أبي أبدا.. خصوصا أنه يضغط عليها في أخذ إخوتي والجلوس بعيدا عنها فتره الإجازة، وأيضا إفسادهم؛ لأن أبي ليس متدينا.. وأيضا يأخذ أموالها.. كما أنه سيئ الخلق معها فلا تكاد تسمع منه كلمة طيبة إلا قليلا.. هل أساند أمي في اتخاذ قرار ترك والدي أم ماذا.. خصوصا أني أرى أن ذلك القرار سيريح كلا منهما؟

أجاب عنها:
خالد عبداللطيف

الجواب

مرحبا بك أخي الفاضل في موقع المسلم ويسر الله أمرك ووفقك في صلاح ذات بينك وجمع شمل عائلتك.
مشكلتك تتمثل في الشقاق المتكرر بين والديك وشكوى والدتك من سوء خلق والدك وأخذ أموالها.. إضافة إلى عدم تدينه والخوف من إفساده لأولاده.
وهذه بالفعل أسباب قوية ومؤثرة للغاية في الحياة الزوجية، وبقاء هذه الأمور مما لا تستقر معه الحياة والبيوت.
وأرى أن الأمر يحتاج لتدخل حكيم من صفوة العقلاء الأفاضل من أقاربكم الكبار الذين يحظون بالاحترام والتقدير؛ للسعي في الإصلاح بين والديك.
فأنصحك أخي المبارك أن تدعو الله تعالى بالتوفيق في هذا العمل العظيم، وتتوجه للأقارب – ممن يتصفون بالوصف السابق – وتتشاور معهم في السبيل الأمثل للتدرج في حل هذه المشكلات.
ومما رأيته مشجعا على سلوك سبيل الإصلاح.. وتجنب طريق الانفصال والفراق (لا سمح الله):
ما جاء بين طيات كلامك من عبارات تشعر ببقية من الأمل في استنقاذ هذا البيت من محنة الطلاق وتشتيت شمل أهله؛ فأنت تذكر رجوعهما عن قرار الانفصال أكثر من مرة.. وتقول عن والدتك إنها لا تكاد تسمع من أبيك كلمة طيبة إلا قليلا.. الأمر الذي يشعر بتحسن العلاقة في بعض الأوقات بحكم عِشرة السنين الطويلة.
فهذا الرجوع المتكرر عن الانفصال.. وهذا القليل من طيب الكلام.. يشعر بشعاع من الأمل.. نسأل الله أن يشرق على هذا البيت بالخير والوفاق؛ من خلال رجال عقلاء يتوسطون بين الطرفين لجمع الشمل وحل المشكلات بعون الله تعالى.
فاستعن بالله وامض قُدمًا في سلوك هذا السبيل الذي يحتاج لصبر ومصابرة ومواصلة.. والله الموفق سبحانه في تغيير الحال بإرادة الإصلاح الصادقة، كما قال جل وعلا: {إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا}.