تفنيد أكاذيب علي جمعة
27 ذو القعدة 1434
منذر الأسعد

الكتاب: الرد على المفتي د. علي جمعة
رد علمي يتضمن قواعد في أصول الفقه والحديث لكشف الأباطيل في كتبه: فتاوى البيت المسلم-فتاوى المرأة المسلمة-الفتاوى المعاصرة-المتشددون-النسخ عند الأصوليين-قول الصحابي عند الأصوليين – صناعة الإفتاء-آليات الاجتهاد-البيان لما يشغل الأذهان-الدين والحياة-سمات العصر-البيان القويم- وغيرها
تأليف: الشيخ عبد الله رمضان موسى
الناشر: الدار النورانية للتراث والبحوث العلمية
ط 1= سنة النشر: 1433/2012م
 صفحات608

*******

 

تبدأ مشكلة الأمة مع علي جمعة من النقطة التي انطلق منها المؤلف وهي اختيار الرئيس المصري المخلوع لعلي جمعة ليصبح مفتي الديار المصرية.

 

فكان جمعة يغض الطرف عن جرائم مبارك في الداخل والخارج، بل إنه يتلاعب بنصوص الشرع ليضفي على جرائم المخلوع "شرعية" مزورة. وبخاصة مشاركة نظام مبارك العدو الصهيوني في محاصرة قطاع غزة إلى حد بناء جدار عازل بين مصر والقطاع الأسير، وتزويد اليهود المعتدين بالغاز المصري بسعر بخس.

 

ومن الأمور الجديرة بالتنبيه، أن المؤلف الفاضل لا ينتمي إلى جماعة الإخوان، التي نالت أقذع شتائم علي جمعة وأسوأ مفترياته في الفترة الأخيرة التي تلت الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي. فالكتاب الذي سبق حصول الانقلاب أصلاً ربما كان قد أسيء إلى قيمته لو كان مؤلفه من الجماعة.

 

خصص المؤلف الباب الأول من كتابه لما أسماه بكل صراحة: جرائم بشعة ارتكبها د. علي جمعة وأهمها الطعن في بعض الصحابة الكرام والهزء بحديث الشجاع الأقرع وتحريض المجتمع المصري وأمريكا على الفتك بالسلفيين!! والشيخ موسى لا يرسل اتهاماته وإنما يوثقها توثيقاً دقيقاً لا يكتفي بالمصدر مفصلاً (الكتاب والصفحة مع إثبات نص الكلام) بل يضيف صورة من الصفحات التي ورد فيها هراء مفتي المخلوع... وهذه سمة واضحة في سائر أبواب الكتاب.

 

في الباب الثاني نقف على ضعف القدرة العقلية الاستدلالية عند جمعة، ويستشهد بنماذج من كتب جمعة، كقوله باستحباب صدقة النجوى لا وجوبها، وهنا يأتي الرد من مراجع أهل العلم لتفنيد أغلاط المفتي العجيبة. ويتعمد المؤلف في اختيار الردود على مغالطات علي جمعة التركيز على علماء يحظون بتقدير صريح من جمعة!!كذلك الأمر في بتر جمعة آية قرآنية ليستدل بها بالتلاعب والتلفيق على إباحة الذكر الصوفي المبتدَع: الله الله الله.... كما ينسف المؤلف استدلالات جمعة البائسة على تجويزه الاحتفال بيوم اليتيم، ويبدد افتراءه على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إذ ينسب إليه أنه أقر أن يحتفل المسلمون بأعياد وطنية جاهلية!!ويكشف تناقضه في موقفه من النقاب حيث يعتبره مندوباً ثم يجعله بدعة إذا أرادت المرأة التعبد لله بالتزامه!!

 

في الباب الثالث يتحدث المؤلف لبيان ضعف المستوى العلمي لعلي جمعة وهو الشرط اللازم لفهم نصوص الشرع وفهم كلام أهل العلم السابقين. وأبرز الشواهد في الباب إنكار جمعة وجود مؤامرات يهودية وصليبية على المسلمين، بالرغم من النصوص القطعية الثبوت والدلالة في الكتاب العزيز وفي السنة المطهرة. وكذلك سوء فهم جمعة كلام العلماء ومصطلحاتهم كالشافعي الذي تدل كتبه ويشهد تلامذته بأنه يقول بالكراهة وهو يعني التحريم....

 

ثم يعقد المؤلف الباب الرابع لكشف أكاذيب علي جمعة وتزويراته في علم أصول الفقه وفيه فصول عنوان أولها: مفتي مصر وتبديل شريعة رب العالمين، وثانيها: كشف الكذب في كلام المفتي عن شرع من قبلنا، والثالث: كشف التزوير في كلام المفتي عن مذهب الشافعي في قول الصحابي، والرابع: كشف الكذب في كلام المفتي عن إجماع الصحابة ومن بعدهم، وخامس الفصول: كشف الكذب في كلام المفتي عن التَّرْك عند الأصوليين والبدعة، والسادس: كشف الكذب في كلام المفتي حول النسخ في القرآن.

 

وأما الباب الخامس فقد خصصه الشيخ موسى لكشف الأكاذيب والتزوير في كلام المفتي في بعض قضايا العقيدة والفقه، والسادس لكشف أكاذيب جمعة وتزويره في كلامه عن قضايا المرأة المسلمة، والباب السابع الذي يختتم الكتاب عرض فيه المؤلف مباحث مهمة في علم أصول الفقه وعلم الحديث، مع أن ما جاء في الباب ليس سوى مبحث واحد هو: أن الحق واحد عند الله تعالى.

 

تكرر استشهاد المؤلف ببيت الشعر الشهير:

فإن كنتَ لا تدري فتلك مصيبةٌ *** وإن كنتَ تدري فالمصيبة أعظمُ

يستشهد به فيصبح معناه نقيض المعنى الأصلي للبيت وينكسر الوزن فهو يورده هكذا:

فإن كنت تدري فتلك مصيبة *** وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم