28 محرم 1435

السؤال

أحببت فتاة في غاية الاحترام وفيها كل المواصفات التي أبحث عنها.. ولكن بعد مرور شهرين من علاقتي بها اكتشفت أنها كانت لها علاقة عابرة بأحد أشقائي، ولم تدم تلك العلاقة طويلا، لكني منذ أن علمت بذلك صرت أتهرب منها.. حتى أخبرتها بتلك العلاقة السابقة فقالت لي إنها كانت مجرد إعجاب لا أكثر.
وأنا حتى هذه اللحظة في حيرة من أمري هل أتركها أم ماذا أفعل؟ لأني وبكل صراحة كنت أنوي الزواج منها.. أتمنى منكم مساعدتي.. وجزاكم الله كل خير.

أجاب عنها:
خالد عبداللطيف

الجواب

أخي الكريم.. شكر الله لك ثقتك بموقع المسلم، ووفقك وسدد خطاك.
مشكلتك تتمثل في أنك أعجبت بفتاة ترى بها المواصفات تدعوك للزواج بها.. لكنك اكتشفت وجود علاقة سابقة لها بأحد أشقائك.. وصفت هي هذه العلاقة بأنها لم تكن تتجاوز الإعجاب.
وأود أخي أن أقف وقفات مع ما ذكرت:
أنت تصف علاقتك بها بأنك أحببتها.. وبعد شهرين من علاقتك بها... إلخ!
فأنت لم تذكر ما يفيد بأنك تقدمت حتى لخطبتها من أهلها!
ولا شك أن المسار الذي شرعه الإسلام لتأسيس العلاقة بين الرجل والمرأة هو المسار الشرعي الرشيد العفيف؛ فإذا أعجبتك مواصفات الفتاة أو رأيت منها ما يدعوك لخطبتها (من غير خلوة) وكنت مؤهلا للزواج وتبعاته.. فالواجب عليك أن تتقدم لولي أمرها لخطبتها.
ولو أن الأمر وقف عند قولك (أحببت) فلربما حُمل ذلك على الإعجاب بمواصفاتها التي تدعوك للزواج بها، وكان هذا الشعور القلبي في دائرة لا حرج عليها؛ أما أن يلي ذلك التواصل بينك وبينها خارج إطار أسرتها فهذا لا يحل لك ولا لها.
بل إن حدوث ذلك وقبول الفتاة وجود علاقة بينكما دون إطار شرعي.. يشعر بتساهلها في ذلك، بالإضافة للصلة السابقة بشقيقك، فلا أدري حقيقةً ماذا تعني بأنها في "غاية الاحترام"؟! هذا مع أني لا أتهمها (لا سمح الله) بالسوء أو الفحشاء.. ولكن ليس من الدين والأخلاق والاحترام أن تسمح الفتاة لنفسها بالتواصل مع الشباب بدعوى الإعجاب والتعارف، ونحوها من خطوات الشيطان التي أمر الله تعالى بالابتعاد عنها في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ...} (سورة النور/21).
أخي الكريم:
ليكن اختيارك لفتاة من بيت كريم طيب.. لا يُعرف عن بناته التساهل في التواصل مع الشباب بدعوى الصداقة والزمالة والتعارف، ونحوها من الدعاوى الفاسدة التي لم يجن منها الغرب إلا الضياع الأخلاقي، بينما أغنانا عنها الإسلام العظيم بمسارات مباركة تحفظ البيوت وبنات المسلمين من الفتن والشبهات.
وأحسب – بل أجزم – أنك ستجد بغيتك لو اجتهدت في البحث والسؤال؛ من أجل تأسيس بيت المستقبل على أسس صحيحة، بل ستجد العون من ربك بصدقك في ذلك؛ مصداقا لقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة حق على الله تعالى عونهم: المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف" (رواه أحمد وغيره، وحسّنه الألباني).
أسأل الله لك ولهذه الفتاة التوفيق لما يحبه ويرضاه، وأن يمنّ على كل منكما بالسبيل القويم لمستقبل سعيد.