27 ذو القعدة 1437

السؤال

أنا فتاة أبلغ 28 لي فترة تقريبا لسنتين، تغير حالي بعد ما كنت نفسي مطمئنة، أصبحت أخاف كثيرا وخاصة من الموت عند الخروج وأن يصيبني حادث وأموت وأصبح خروجي من البيت قليلاً وبدأ القلق وتفكير حتى أرجع تصيبني حالة خوف وأحاول أن أشغل نفسي وتزيد عندي الحالة وقت الاختبارات وشخصيتي حساسة جدا أتأثر من كل شيء ولا أستطيع أن أشتكي لا أحد لأني لا أشعر أحد يفهمني ولا أعرف ما الحل مع أني محافظة على الصلوات والعبادة.. وشكرا..

أجاب عنها:
د. أحمد فخري

الجواب

أهلا وسهلا.. ومرحبا بالأخت الكريمة..
نشكرك على ثقتك الغالية في موقعنا..
الأخت الكريمة أنت والحمد لله فتاة على خلق ودين ولديك استبصار بمشكلتك وهذا سوف يساعدك بشكل كبير على التخلص من مشكلتك النفسية الأخت الكريمة كل فرد منا يخاف من الموت لأنه الشيء المجهول بالنسبة لنا ولكن تقربنا من الله وثقتنا الكبيرة في الله سبحانه وتعالى والمواظبة على طاعته والتقرب له بالصلاة والدعاء والاستغفار تعطي لنا أملا واطمئنانا داخليا برضا الله عنا جميعا بإذن الله ولكن عندك الأمر يزداد بصورة نفسية كبيرة فأصبحت الفكرة مسيطرة عليك بشكل مرضي وهي فكرة سلبية مما جعلها تسبب لك القلق والتوتر وزيادة الخوف وبالتالي أصبحت منعزلة ومنسحبة اجتماعيا ومثل هذه الأفكار تحتاج منك مجهودا وصبرا وإرادة وتكرار للتخلص منها وإليك بعض الخطوات والإرشادات النفسية للتخلص من تلك الأفكار السلبية ومعاودة حياتك بإذن الله تعالى:
- عليك في البداية بالتعرف على مميزاتك وسلبياتك وكتابتها في ورقة ووضع خطة لتدعيم الإيجابيات وزيادتها وتقويتها والتخلص من السلبيات بالعزيمة والإرادة.
-عليك دائما بالتعرف على أفكارك السلبية التي تدور في رأسك وتعكر عليك صفوك ومنها فكرة الموت فهي فكرة حقيقية كلنا سوف نموت ولكن هل أحد منا يعرف ساعة اقتراب أجله لا بالطبع إذن أنت تستنتجين استنتاجا خاطئا وكأنك تتعرفين على الغيب أو لديك قدرة خارقة وهذا ليس صحيح.
إذن عليك عندما تفكرين في مثل هذه الأفكار أن تقومي بعمل شيء آخر في التو واللحظة حتى لا نترك مجالا للأفكار السلبية أن تتملك منك وهو أسلوب نطلق عليه في العلاج المعرفي السلوكي أساليب الإلهاء السلوكية ومنها: ترك المكان وممارسة عمل سلوكي عندما نستحضر الفكرة مثل: تنظيف المنزل، عمل وجبة طعام جديدة، أخذ حمام دافئ، كي الملابس، تنظيف الأحذية، تقطيع الخضار، إنجاز عمل مؤجل للغد، الصلاة، قراءة القرآن، ممارسة تمرينات رياضية، لعب جيم على الإنترنت أو الموبايل، والغرض من تلك الأساليب السلوكية أن تقومي بعملية شد انتباهك وتفكيرك في شيء آخر حتى تختفي الفكرة.
- عليك أيضا بتعلم تدريبات الاسترخاء فهي مفيدة جدا في حالتك للوصول بالجسم إلى حالة من الهدوء والسكينة وعليك أن تعلمي أنه عندما يكون جسدنا في حالة من التوتر وعضلات الجسم مشدودة إذن هناك أفكار سلبية تدور في أذهاننا ويجب الوصول بالجسم إلى حالة من الهدوء والسكينة من خلال التنفس العميق والمنتظم وإرخاء جميع عضلات الجسم واستمري في ممارسة التمرين حتى أشعر بالاسترخاء التام والسكينة.
- ممارسة الأنشطة الرياضية بانتظام تساعد على اللياقة البدنية وزيادة الثقة بالنفس والشعور بالراحة والنشاط وتحسين المزاج لإفراز هرمونات أثناء ممارسة الرياضة تعدل من الحالة المزاجية للشخص فواظبي على ممارسة التمرينات الرياضية باستمرار.
- العلاقات الاجتماعية الإيجابية مهمة جدا في مثل حالتك الخروج والصحبة الجيدة تعطي شعورا بالاطمئنان وتبادل الحديث والاستماع إلى الآخرين كلها أشياء ترفع من هرمون السعادة والهدوء النفسي عكس الانسحاب الاجتماعي والانطواء.
-القضاء على وقت الفراغ والانعزال من أهم الأسباب للقضاء على الأفكار السلبية فالأشخاص الفعالين في المجتمع الذين لديهم مهام وأنشطة متعددة نجده أكثر حيوية وإيجابية ومحصنين ضد الاضطرابات النفسية بانشغالهم وتعدد مهامهم.
- تعلم التفاؤل والإيجابية والبعد عن التشاؤم والسلبية من أساسيات الصحة النفسية والاتزان النفسي فالنظرة الإيجابية للأمور والابتسام والضحك كلها أمور تضفي على الشخصية جمال خاص وهذه أشياء متعلمة تأتي بالممارسة والتدريب فكوني دائما إيجابية في كلامك وحركات جسدك نشيطة وخطوات كلها حيوية ونشاط حتى ولو بالتمثيل في البداية حتى تتقني الدور وتصبح عادة لديك.
- الجانب الروحي هام جدا من صلاة ودعاء واستغفار فالمدد الإلهي شيء هام في حياتنا فكوني على صلة دائما بالله عز وجل يمدك بالسكينة والهدوء وراحة البال.
الأخت الكريمة..
تمنياتي لك بحسن الحال واعتدال المزاج وفى انتظار تواصلك معنا لنطمئن على ما توصلت إليه من نتائج إيجابية بإذن الله تعالى.