25 محرم 1435

السؤال

في المدرسة ضاع من طالبة لعبة، وكانت لطالبة أخرى لعبة مشابهة، فقامت الطالبة التي ضاعت لعبتها بسؤال الأخرى ربما تكون وقعت بحقيبتها، وبعد أسبوعين وجدت الأم اللعبة في حقيبة الابنة التي تمتلك لعبة مثل التي ضاعت، تقول الأم: فلم تسرق ابنتي اللعبة، بل أصرت البنت على إعادة هذه اللعبة فهي طفلة ذات ثمان سنوات، فالأم في حيرة كيف تقوم برد هذه اللعبة لصاحبتها، مع العلم أن هناك مشاكل بين هذه الأم وأم الطالبة التي ضاعت لعبتها، وأيضا هناك مشاكل بين هذه الابنة وبين تلك الطالبة، فالأم تخشى أن تحكي لإدارة المدرسة عن وجود اللعبة في حقيبة ابنتها خوفا على سمعتها، فهل تقوم الأم بتعويض البنت بهدية أخرى بنفس قيمة اللعبة مثلا أم ماذا نفعل؟

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

الأخت السائلة..
المشاكل بين الأطفال كثيرة وغير متناهية سواء في البيوت أو في المدارس وغيرها، وهي مواقف لا تستغرق سوى دقائق عادة،، وبعد دقائق من المشاجرة قد يتصافوا وينسى كل منهما ما حدث من الآخر..
لكن المصيبة الكبيرة في تفاقم المشكلة وتضخيمها، وذلك ما فهمته من الرسالة أن المشاكل التي بدأت مع الصغار وصلت إلى الأمهات، وهذا دليل على أن المشكلة تطورت إلى الكبار ولم تقتصر على الأطفال، بل لم تستطع الأمهات احتواء الموقف والإصلاح بين الطفلتين.
الأشد من ذلك أن تتدرج المشاكل بين الأطفال ثم تصل إلى الأمهات ثم تصل إلى الآباء، فكم من آباء تشابكوا وتشاجروا بسبب الصغار.
أيتها السائلة.. الحل الآن هو أولا في كيفية العفو والصفح والتسامح بينك وبين أم الطالبة التي ضاعت منها لعبتها، فعليك محاولة الاتصال والإصلاح بينكما عن طريق السؤال عنها بالهاتف ثم توطيد العلاقة تدريجيا بزيارة مع هدية بهدف صفاء النفس بينكما، مهما كانت نظرتك لهذه الأم، مع مراعاة عدم القيل والقال في اللقاءات ولتكن كل اللقاءات بينكما بما يرضي الله تعالى.
الأمر الثاني بعد ذلك يمكنكما الذهاب معا ومعكما الطفلتان في الحدائق والنوادي ومحاولة الإصلاح بينهما بالاشتراك في بعض الألعاب وغيره، وأيضا عن طريق تبادل الهدايا بين الصغيرتين، فحل المشكلة هو في يد الأمهات وليس في يد الأطفال.
أما عن سؤالك عن طريق رد اللعبة المفقودة إن لم تفلحي في مصالحة هذه الأم فعليك بإرسال هذه اللعبة إلى مكتبة الفصل وكأنها كانت لعبة مفقودة داخل الفصل أو مثاله.
وإن استطعت الوصال بين الأسرتين وبين الطفلتين فمن الممكن رد هذه اللعبة بطريقة غير مباشرة، أو محاولة شراء لعبة مثلها تماما جديدة بعد الإصلاح بين الطفلتين وتقدمها ابنتك هدية لمن ضاعت منها لعبتها داخل الفصل بهدف بداية حب وصداقة جديدة.
وعلى الآباء أن يعرفوا أنه ليس كل طفل يأخذ من صديقه لعبة أو قلم أو مسطرة في هذا السن يسمى سارق، ولكن قد يكون لدية حب تملك الأشياء يدعوه للتصرف السلبي بلا دراية، ولذلك يجب العمل على منع ذلك عن طريق عدة أمور:
- إشباع الطفل بمختلف ما يحتاجه من مأكل وملبس ولعب ولوازم وحاجات مع مراعاة توفير الدفء الأسري والحب والحنان لديه، مع المكافآت عندما يسلك الطفل سلوكا معبرا عن الأمانة.
- هذا الإشباع يجب أن يكون مقننا فلا يستجاب للطفل في كل ما يطلب لأن طلباته غير متناهية، بل يستجاب له بحكمة وقد نمنع عنه بعض ما يريد ابتغاء تربيته وتهذيب خلقه.
- لابد من التركيز على صفة الأمانة كسلوك إيجابي لدى الطفل وتفهيمه أن الأمانة من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم عندما لقب بالصادق الأمين بل هي من صفات الأنبياء جميعهم، وصفات أهل الجنة، ولابد من معرفة الطفل لعقاب من يحاول أن يأخذ شيئا ليس من حقه بأن الله سيغضب عليه.
السائلة الكريمة: من الواضح أنك تربين ابنتك على الخوف من الله تعالى لحبها رد اللعبة ومحاولة الاجتهاد في الوصول لردها، فندعو الله لك أن يبارك فيها.
ولا تنسي أيضا أن تحببيها في التسامح والعفو لمن أساء إليها لقول الله تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى: من الآية40].