5 ربيع الأول 1437

السؤال

س: ما حكم الدعاء في نهاية الدرس مع تأمين الحضور؟

أجاب عنها:
سليمان الماجد

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فالعبادة إذا جاءت مطلقة يعمل بها على إطلاقها دون تقيد؛ وإذا جاءت مقيدة = عمل بها مقيدة.
والدعاء من العبادات فيعمل به وفق الوارد : المطلق على إطلاقه؛ والمقيد على تقيده، والأفضل قول هذا الدعاء دون مداومة .
وأما ما رواه النسائي في "السنن" (9/154) والترمذي في "السنن" (5/528) عن عبيد الله بن زحر، عن خالد بن أبي عمران، عن نافع قال: كان ابن عمر إذا جلس مجلسا لم يقم حتى يدعو لجلسائه بهذه الكلمات، وزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن لجلسائه: «اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا، اللهم أمتعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكثر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا» ففي صحته نظر حيث إن في سنده عبيد الله بن زحر وهو ضعيف، وضعفه الحديث ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (5/830) وصححه غيره.
ففعل المداومة في نهاية كل مجلس موقوف على ابن عمر، وما نسبه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو مجرد الدعاء به ، دون دليل على التقييد، ودون دليل على المداومة ؛ فلا يوصل إلى محل الدعوى، وذلك الخصوص لو كان ثابتا فكيف مع ضعفه؟
ولو كان صلى الله عليه وسلم لا يقوم مجلس حتى يدعو به لنقله الجمع الكثير من أصحابه.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.