4 ربيع الثاني 1435

السؤال

السلام عليكم.. أدرس في المرحلة الثانوية العامة، وهذه السنة من أهم السنين في حياة أي شخص؛ لأنها تحدد مستقبله وتتطلب المذاكرة والراحة النفسية، لكني في مدرسة حكومية تعاني من اضطرابات ونقص المدرسين، وقد حاولت دخول مدرسة أهلية لكن والدتي تقف في طريقي ولا تسمح لي، كما أنها تعاملني بشدة وقسوة وتدعو علي، وأخشى من دعائها علي خصوصًا في هذه السنة التي أحتاج فيها للدعاء بالنجاح لا الهلاك! وأنا الآن منهار... ساعدوني جزاكم الله خيرا..

أجاب عنها:
خالد عبداللطيف

الجواب

مرحبا بك أخي في موقع المسلم، وفرّج الله كربك وأعانك.
مشكلتك تتمثل في تدهور العلاقة مع والدتك، ومن جهة أخرى كونك في الثانوية العامة وبحاجة للاستقرار النفسي من أجل تحقيق النتيجة التي تتمناها.
وأهمس في أذنك - أخي الكريم - بأن شأنك مع والدتك أكبر بكثير من قضية الثانوية العامة مع أهمية هذه القضية كمستقبل وطموح! بل إن هذا الأمر (العلاقة بأمك وبرك بها) هو الباب الذي تدخل منه – بعون الله تعالى – إلى كل توفيق ونجاح وفوز في الدنيا والآخرة.
وأوصيك – أخي - بدل أن تتوقف عند الشكوى من قسوة الوالدة ودعائها عليك.. أن تراجع الأسباب وراء ذلك، وتجتهد في إزالتها أو تخفيفها بالتدريج، ولتتذكر أن بر الوالدين (ولا سيما الأم) لا يتوقف على حسن معاملة الوالدين لنا، بل هو واجب مفروض وإن أساؤوا إلينا أو وقع منهم شيء من الظلم تجاهنا، كيف لا وقد أمر الله ببرهما ولو كانا مشركين؟!
أخي المبارك:
إنني على يقين (بإذن الله تعالى) بأنك سترى بعينيك بوادر الأمل وتحسّن العلاقة مع والدتك إذا صدقت في اللجوء إلى الله تعالى أن يعينك على برها، ومن ثم أخذت بأسباب هذا البر من حسن الخلق والتواصل معها بكل خير ومعروف، مهما لقيت منها من شدة أو إساءة.
كما ستجد التوفيق وزوال الهم الذي يؤرقك في دراستك بعون الكريم المنّان؛ فإن من ثمار البر والصلة أن لهما بركة عظيمة في الدنيا فضلا عن ثواب الآخرة.
أخي الحبيب:
استعن بالله ولا تعجز، فهو سبحانه مولاك وناصرك ومعينك، واجتهد في الاستذكار بهمة عالية فهذا في وسعك وبين يديك، ولا تجعل العوامل المحيطة من ظروف البيت والمدرسة تؤثر على اجتهادك، بل بالعكس.. اجعل هذا الاجتهاد سلوى وشاغلا لك عن هذه الظروف، وفرّغ فيه طاقتك المباركة، مع البر بأمك والصبر عليها؛ فما أعطي أحد عطاء خيرا ولا أوسع من الصبر!
رعاك المولى وأيدك بتوفيقه.