أنت هنا

.. من قال إن المجاهدين معصومون؟
5 ربيع الأول 1435
موقع المسلم

لماذا أصبح تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" –مؤخراً-موضع نقد شديد من قِبَل سائر القوى الثورية في الساحة السورية؟
ولماذا يسعى أنصار التنظيم –المعروف للنبز باسم:داعش وسنسميه الدولة اختصاراً--إلى تشويه جميع مخالفيه والتشكيك في دينهم وشرفهم، ويحاولون حصر معارضيهم في الائتلاف الوطني سياسياً وفي رئاسة أركان الجيش الحر عسكرياً، بالرغم  من أن الجبهة الإسلامية بفصائلها الكثيرة أضحت من خصوم التنظيم وخاضت معه مواجهات مسلحة مؤلمة؟!! ويضاف إلى ذلك أهل العلم الشرعي من مختلف المشارب والتوجهات الذين أصدروا بيانات شديدة نسبتْ إليه مخالفات شرعية جسيمة.. وخلصت روابط العلم الشرعي في الشام إلى البراءة من التنظيم واعتبرت رايته عمية يحرُم القتال تحتها!!

 

والحجة التي يتمسك بها أنصار  تنظيم  "الدولة " في دفاعهم عنه، أنه يتألف من مجاهدين قَدِموا من أنحاء الأرض لنصرة الشعب السوري المسلم الذي يتعرض لحرب إبادة على أيدي المجوس والنصيريين بتواطؤ يهودي وصليبي جلي.. وأن هؤلاء المقاتلين تركوا الأهل والأوطان وحملوا أرواحهم على كفوفهم ليجودوا بها ذوداً عن دينهم وحماية لأهل ملتهم..

 

وذلكم في عمومه صحيح لا ينكره إلا ذو غرض، فالدافع  بحسب الظاهر شرعي محض، ومن يفد إلى الشام لمصارعة المجرمين يهجم على موت شبه مؤكد..

 

لكن سلامة نية الأفراد شرطٌ لازمٌ لكنه غير كافٍ –على افتراض تحقق سلامة النية كما نحسب هؤلاء المجاهدين والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحداً- إذ إن  لقبول العمل شرطين هما الإخلاص والصواب الذي هو موافقة الكتاب والسنة فحسن النية وحده لا يكفي، كما أن للجماعات  أوضاعاً تختلف عن الأفراد، وبخاصة إذا كانت الأشخاص القادة غير  معروفين   لعامة الناس، فالغموض لا يتيح رؤية كافية لتبين معالم الأمور..

 

إن خير جند عرفهم تاريخ الإنسانية هم الصحابة الكرام بقيادة سيد ولد آدم لكن ذلك لم يمنع من لوم من أخطأ منهم كما جرى في غزوتَيْ أُحُد  وحُنين.. فكيف يسعى أناس في زماننا إلى إسباغ نوع من العصمة – والعياذ بالله-على أنفسهم أو على سواهم لأنهم يقاتلون الكفرة؟
وأما التألي على الله تعالى واتهام الناقدين في دينهم ونياتهم، فمنكر  عظيم يجب الابتعاد عنه، وبحسب مجريات الوقائع يتعذر على المتعصبين لتنظيم الدولة التشبث بكلامهم الصاخب، فكيف التقى كل أولئك المختلفين على الصدع بموقف مناوئ كهذا؟ ولماذا الآن وليس قبل سنة مثلاً؟

 

لقد ثبت إقدام التنظيم على ممارسة أفعال لا شك في حرمتها، وأهمها استسهال القتل واستباحة الدماء المعصومة لأهون الأسباب، كما قام هؤلاء بمحاولة فرض البيعة القسرية على الآخرين كافة، مع أن تجارب الجهاد المعاصرة السابقة كلها اتسمت بنأي المجاهدين القادمين من خارج البلد عن الزعامة، وذلك أزكى وأسلم.

 

ولعل الطامة الكبرى التي وقع فيها تنظيم الدولة، تمثلت في تهديده المجاهدين بترك الجبهات التي في يديه ليستولي عليها الطاغية النصيري وحلفاؤه السفاحون!!

 

فما هكذا يفعل المجاهدون  المخلصون لله.. أأنتم خير من سيف الله المسلول الذي عزله الفاروق عن قيادة جيش المسلمين في الشام، فاستمر في  جهاده جندياً يجاهد في سبيل الله بالحماسة نفسها التي كانت لديه عندما كان قائداً؟؟ ما لكم كيف تحكمون؟

 

فليرجع كل مجاهد مخلص من التنظيم ولينضم إلى صفوف المجاهدين في الشام من أهل البلاد، ففي ذلك الخير ومصلحة الجهاد والأمة ..