21 شعبان 1435

السؤال

أنا شاب من اليمن أبلغ من العمر 24 عاما.. مقبل على الزواج وتم تحديد الموعد.. لكن حصلت لي مشاكل عديدة أهمها العمل الخاص الذي كنت أنتظر منه عائدا ماديا يساعدني على تحمل مصاريف الزواج.. حيث أصبح (هذا العمل) عالة علي.. وصرت أنفق عليه من جيبي الخاص لمدة شهرين..
أنا محتار في أمري.. هل أفسح خطوبتي أم ماذا؟
مع العلم بأني بحثت عن عمل آخر لكن لم أجد حتى الآن.. فأرجو النصيحة بارك الله فيكم.

أجاب عنها:
خالد عبداللطيف

الجواب

وفيك بارك الله أخانا الكريم ويسر أمرك وأصلح شأنك كله.
مشكلتك أخي تتمثل في تعرضك لإعسار مادي طارئ بعد شروعك في الزواج وخطبتك..
ومن ثم أنت في حيرة من أمرك.. هل تفسخ الخطوبة للإعسار الذي لا تستطيع معه تكاليف الزواج؟
وأقول لك أخي: أبشر فأنت على خير.. وإلى خير بإذن الله!
نعم؛ إنها بشرى من خير البشر صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى حيث يقول: "ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف" (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).
فالزواج – كما قال أهل العلم وشرّاح الحديث - من الأمور الجالبة للرزق، وسبب لنفي الفقر.
فلا تجزع أخي.. فأنت معان من المولى الجليل القائل في التنزيل: {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (النور/32)، وبما جاء في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم من بشرى عظيمة كريمة.
أخي الكريم
ولعلك أخي.. إنما تتخوف من جهة تضجر عائلة خطيبتك أو عدم صبرهم، مع يقينك برزق المولى وعونه.. وهذا أمر له وجاهته؛ لكني لا أراه سببا لإنهاء هذه العلاقة الطيبة التي تمهد لبناء بيت مبارك.. ولكن أنصحك فحسب بأن تصارح والدها بما طرأ لك من إعسار مفاجئ غير متوقع، وأنك مع ذلك تتمسك بشرف نسبهم، لكنك تتحرج من تأخر خطوات النهوض بتكاليف الزواج بسبب هذه الظروف المفاجئة، وأنك تؤمل منهم الصبر والدعاء حتى تتجاوزها إن رغبوا في ذلك.
وأحسب – بإذن الله – أن هذه المصارحة ستنزل من قلوب هذه العائلة بمكان، وسيقدرون لك صدقك وحرصك، ويؤكدون بدورهم تمسكهم بك والصبر معك حتى تزول هذه المحنة.
فاستعن بالله ولا تعجز.. وتوكل على الله فلن يضيعك، وأكثر من الدعاء.
جمع الله شملك وأفاض عليك من بركاته.