أنت هنا

18 ربيع الأول 1435
المسلم ـ الخبر

نشرت صحيفة الخبر الإلكترونية اليمنية اليوم الأحد تسجيلاً صوتيًا للشيخ يحيى الحجوري زعيم التيار السلفي وإمام دار الحديث يكشف فيه حقيقة تهجير السلفيين من دماج وآثار هذا التهجير، وأكد الشيخ أنهم أخرجوا من ديارهم مضطرين لا مختارين.

كما تحدث عن المعاملة الوحشية التي كان يتعامل بها الحوثيون مع أبناء دماج خلال فترة الحصار والحرب.

وعبر الشيخ الحجوري في محاضرة ألقاها مساء أمس الجمعة في جامع محمد المانع بأمانة العاصمة، عن استغرابه من عملية التهجير التي طالت سلفيي دماج دون معرفة الأسباب التي وصلت ـ حد تعبيره ـ إلى درجة إقصائهم وإخراجهم من ديارهم مضطرين لا مختارين.

وقال الشيخ الحجوري: "عاملونا معاملة ما يعامل من غابات الوحوش». مضيفا : «كنا شبه مساجين قسرياً والآن قد يكون هناك فائدة من خروجنا في انتشار الدعوة.. كنا نعيش في ليل مستمر من خندق إلى خندق ومن بدروم إلى بدروم ليل نهار.. لا تبتئسوا مما حصل وأنا اعتبره بأن الله عز وجل وبإذنه لن يضيع عملنا".

وأكّد أن "خروج السلفيين من دماج ليس كما يروج له البعض أن السلفيين هزموا.. فلم يهزموا وقاتلوا وحصروا لأشهر علم الجميع بأحداثها وإنهم اضطروا للخروج من دماج اضطراراً نتيجة لتآمر الطغاة والبغاة وأعوانهما على السلفيين".

وأضاف: "أبلغتنا الجهات العليا بأن هناك تآمراً علينا من دول كبرى في العالم وإننا إذا لم نخرج من دماج في ظرف زمني محدد ستضرب دماج بالطائرات.. فخرجنا مضطرين للنجاة بدعوتنا وأهلنا وتجنيب وطننا الفتنة والدماء".

وخاطب الشيخ الحجوري أنصاره قائلا : "إن ما حدث معنا لن يثنينا عن الاستمرار في تعلم كتاب الله وسنة نبيه والدعوة إلى الله بل أننا نعتبره بادرة خير ونصراً على طريق دعوتنا, وأن لنا في كتاب الله تعالى كثيراً من القصص القرآنية, التي تحدثت عن تآمر المشركين على دعوة الله, وتشريد أهل الدعوة بل الأنبياء والرسل, مستشهداً بقصص الأنبياء “إبراهيم, موسى, محمد و… عليهم السلام” وما تعرضوا له من تهجير وتشريد في سبيل دعوة الله ونشر رسالة السماء, وكانت العاقبة بالنصر والتمكين لهم ولدين الله.. وإن من يعمل في خدمة دين الله لا بد أن تواجهه الكثير من الصعوبات والتحديات وهي ابتلاء وتمحيص من الله, حيث أن ابتلاء العبد يكون على قدر إيمانه".

وتابع: "لن تتوقف دعوتنا، ولا تعليمنا لكتاب الله وسنة نبيه عليه السلام وسنعلم ونتعلم في كل مكان في اليمن في بيوتنا.. ومساجدنا، وبين أهلينا وذوينا، لا فتنة، فنحن لم نصارع الدولة ولم نعتدي على أحد في اليمن طوال حياتنا، ويعرف كل اليمنيين هذه الحقائق، وهي ذات الحقائق التي دفعتنا للتساؤل: لماذا يخرجوننا من دماج، ونحن لم نؤذي أحداً لا في صعدة ولا في أي مكان في اليمن ولم نعتد على أحد؟، ولكنهم أصروا على إخراجنا واضطررنا للخروج كما أسلفت".

ورداً على تساؤلات البعض: هل أضحى السلفيون طرفاً في صراعاً سياسي أو فئة تصارع من أجل السلطة؟, أكد الحجوري بأن وظيفة وغاية السلفيين هي الدعوة إلى الله، فقط، فلم يصارعوا من أجل سلطة ولم يسعوا إلى ثروة وليست مطامع ومفاتن الدنيا في حساباتهم, مستشهداً على ذلك بقوله: نحن انحصرنا في دماج طوال 40 عاماً، وما خرجنا من دار الحديث إلا اضطراراً، وترك كل من أحب ملذات ومغريات الدنيا, ترك أهله وماله، واتجه لطلب العلم في دماج، تعلم كتاب الله وسنة رسوله، والتفقه في الدين ولو كنا نسعى لسلطة لتوجهنا ولعبرت عنا ممارساتنا، والصراع أو الحرب التي حدثت لأشهر فُرضت علينا بالاعتداء علينا وحصارنا.

وأكد الحجوري بأنهم تعرضوا لأسوأ المعاملات التي لا يتوقع أن يمارسها حتى اليهود على أي مسلم، حيث حُرموا من أدنى الخدمات الإنسانية الضرورية الإغاثية ، مشيرا إلى أن المعاملات كانت شواهدها استشهاد الأطفال وكبار السن، والنساء ولكنهم صبروا وتحملوا لأن الصبر يظل سلاح المؤمن وزاده عند الشدائد والمحن.

وأضاف: "لا أخفيكم أننا عندما غادرنا دماج غادرناها وكل شخص منا يذرف الدمع ـ رجلاً كان أم امرأة، شاباً أو شيخاً ـ تذرف الدمع ليس للإنسان حيثما كان والله متكفل برزق الجميع، ولا لأننا هزمنا ، وما ذرفنا الدمع إلا على الحال التي وصل إليها وطننا من تحكم البغي به، وعلى مكان ألفنا والفناه، وكلنا يدعو الله تعالى أن يمّن على وطننا بالاستقرار والأمن، ونحن على ثقة بأن الله سيجنب وطننا عواقب السوء لاهتمام أهلها بتعلم كتاب الله وسنة رسوله وتعليمهما».

وأوضح أن الرسالة الدائمة للسلفيين هي التفقه في الدين ، وتقوى الله ، ونشر العلم والمعرفة، ونبذ الفتنة والصبر على البلاء.

ونفى أن يكون أبناء دماج وطلبة دار الحديث طلبوا الخروج من المنطقة ، معتبرا أن هذا القول صادراً عن أشخاص غير عاقلين ويروج له البغاة ممن اعتدوا على دماج.

وأردف الحجوري : رغم ما واجهناه في دماج إلا أننا نجد في هؤلاء البغاة من يقول خرجوا من أنفسهم راغبين, ايش هذا الكلام؟!! ، والله ما خرجنا إلا مجبرين مرغمين".

للإستماع إلى المحاضرة كاملة تاليًا: