55 ألف صورة للقتل الأسدي بالتعذيب... فضيحة لبشار أم للبشرية؟!
22 ربيع الأول 1435
منذر الأسعد

قبل 48 ساعة من انطلاق مهزلة جنيف 2 بمدينة مونترو السويسرية، ألقت وكالة أنباء الأناضول التركية قنبلة من العيار الثقيل، بعد عدة إعلانات تشويقية، خلاصتها أن لديها ملفاً شديد الأهمية يتعلق بفضائح موثقة لعصابات طاغية الشام بشار الأسد..

 

تبين أن لدى الوكالة 55 ألف صورة مفزعة، توثق قتل 11 سوري تحت التعذيب في أقبية أجهزة القمع الأسدية المتوحشة..

 

فقد تصدر الخبر الذي أعده مدير عام وكالة أنباء الأناضول "كمال أوزتورك" عناوين الصحف، وقامت القنوات التلفزيونية بقطع بثها الاعتيادي، لتذيع النبأ مرفقاً مع صور الضحايا إذ نشرت صحيفة "حريت" التركية عدداً من الصور على صفحاتها، وعلقت على الخبر مستخدمةً عنوان " العالم تابع الوثائق بحيرة"، معتبرةً أنه شكل ضربة للأسد، قبل يومين من انعقاد مؤتمر جنيف-2.

 

وكذلك فعلت جريدة "خبر تورك" التي نشرت الخبر تحت عنوان "مذابح البشر الأسدية"، وذكرت الصحيفة في تفاصيله أنه "تم الوصول إلى تقارير توثق ارتكاب النظام السوري جرائم حرب"، و"العيون تتجه إلى جنيف-2"، في إشارة للتداعيات المحتملة للوثائق على المؤتمر.

 

وأعطت صحيفة "يني أكيت" حيزاً واسعاً للخبر على صفحتها الأولى، واعتلى صدر الصفحة عنوان "ظلم الأسد تظهره الصور"، مشيرةً إلى أن "قيصر"، وهو الاسم المستعار للشخص الذي سرب الصور، لم يتحمل فظاعة الجرائم المرتكبة، فقرر تسريب الصور التي التقطها ليراها العالم.

 

وعرض موقع "بي بي سي" على الإنترنت الخبر تحت عنوان "النظام السوري متهم بقتل 11 ألف شخص وممارسة التعذيب" لافتةً إلى وجود أدلة واضحة على ذلك.

 

ووضعت صحيفة "الغارديان" خبر الوثائق تحت عنوان "أدلة قتل ممنهج، ومطالبات بمقاضاة فاعليها في محكمة جرائم حرب".

 

وتناولت صحيفة "الإندبندت" الوثائق تحت عنوان "الصور قد تكون دليلاً على ارتكاب النظام عمليات تعذيب ممنهج"، معتبرةً أن الصور الجديدة قد تكون أكثر الأدلة وضوحًا على الجرائم المرتكبة خلال 34 شهراً من الحرب في سوريا.

 

وظهر الخبر على صحيفة "لومند" الفرنسية تحت عنوان "دلائل على أن النظام السوري ماكينة موت"، فيما عنونت صحيفة "دويتشويلا" الألمانية الخبر بـ"وثائق تتهم النظام السوري بالقتل والتعذيب الممنهج".

 

كما لقي خبر الأناضول اهتمامًا كبيرًا في الإعلام العربي، حيث نُشر الخبر في عشرات الصحف والقنوات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية، وفي مقدمتها صحف الحياة والقدس العربي وقناتي الجزيرة والعربية.

 

وأكدت قناة الجزيرة، التي أفردت مساحة واسعة للموضوع في نشراتها الإخبارية، على أن هذه الصور "أدلة على القتل والتعذيب المنهجي في السجون السورية.

 

ونشرت قناة العربية الخبر، ثم أتبعته بتحليلات واسعة عبر اتصالات هاتفية حول الوثائق.

 

ونشرت صحيفة العرب اليوم الأردنية الخبر تحت عنوان "55 ألف صورة لـ11 ألف سوري قتلوا تحت التعذيب في سجون الحكومة".
أما صحيفة الرأي المغربية فعنونت خبرها كما يلي: "شرطي منشق عن الأسد يسرب 50 ألف صورة لقتلى تحت التعذيب".
ونشرت صحيفتا السبيل والرصد الأردنيتان الخبر تحت عنوان "وثائق للأناضول تؤكد ارتكاب نظام الأسد جرائم حرب".

 

ونقلت وكالة أنباء أونا المصرية الخبر تحت عنوان "تقرير: 11 ألف معتقل قُتلوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري"، في حين كتبت صحيفة الاقتصاد اليمنية "وكالة الأناضول تنشر وثائق سربها شرطي منشق عن النظام السوري".

 

وأولت وسائل الإعلام الأميركية اهتماما كبيرا بالصور، حيث نشر الموقع الإلكتروني لسي إن إن، وسي إن إن الدولية، خبرا عن تلك الصور تحت عنوان "صور مروعة من سوريا قد تثبت استخدام النظام للتعذيب"، تضمن لقاءات مع أعضاء الفريق المكون من قانونيين أميركيين وبريطانيين الذي قام بفحص الصور، ونشر تقريرا عنها.

 

وأورد الخبر وصف رئيس فريق المحققين الدوليين "السير ديزموند دي سيلفا"، الصور بأنها أقرب إلى صور الناجين من "الهولوكوست"، مضيفا أن الصور تعتبر دليلا يمكن القبول به أمام المحكمة الجنائية الدولية.

 

ونقلت مجلة "التايمز" الأمريكية خبر الوثائق على موقعها الالكتروني وأسندته إلى السي إن إن والغارديان، واصفةً إياه "بالمثير للصدمة"، لافتةً إلى إمكان أن يكون له تداعيات سلبية على مؤتمر جنيف-2.

 

السؤال البديهي أمام فضيحة كهذه: وهل كان على العالم أن ينتظر رجل أمن أن ينشق عن عصابات بشار الهمجية، ليعرف ما يعرفه منذ البداية عن جرائم نيرون الشام؟ وهل كان مطلوباً أن يموت 11 سوري –على الأقل- حتى الآن بهذه الصورة الفظيعة، لكي يثرثر الساسة ثم يمضي المجرم في نهش الشعب السوري وتصفيته؟

 

نأخذ مثلاً من صحيفة الديلي تلجراف البريطانية لنلمس لمس اليد استمرار الغرب في نفاقه المفضوح، فهي تحض الغرب على التدخل لكن الصحيفة نفسها تعترف بتجدد العلاقات الاستخبارية بين الغرب والقتلة أنفسهم في أجهزة الإبادة الجماعية الممنهجة في نظام بشار؟.

 

لعل أفضل ما نختم به هذا التقرير، ما كتبه إعلامي سوري شاب مُعَارِض معلقاً على هذه الفضيحة على حسابه في الفيسبوك، فقد قال كلاماً يمكن أن يعبّر عن مشاعر الأكثرية الساحقة من الشعب السوري فقال –وهذا رابطه-:
https//www.facebook.com/suliman.alasaad?fref=ts
(الصور المسرّبة لنتقرع أبواب السياسيين، فأجهزة استخباراتهم تعرف أكثر مما فضحته الأناضول، وسبق لحكوماتهم أن تعاونت مع الأسد لانتزاع اعترافات "الإرهابيين" بالحكمة والموعظة الحسنة، وما من سبب تاريخي أو ثقافي (أو طائفي أحياناً) يشجعنا للتعويل على ضمائرهم التي تعمل بانتقائية آلية.

 

هذه الصورليست للشعوب الغارقة في أسباب الحياة، اللاهية عن حمرة دمائنا باخضرار حديقة المنزل، المنشغلة عن صراخنا المدوي بإيقاع الحانات الصاخبة، المنعزلة في جزر لا مبالية بأمواج يقذفها البحر المتعب على شواطئها.

 

هذه الصور لنا.. لأبنائنا.. لمتاحف محرقتنا (هولوكوستنا).. لدروس التاريخ في صفوفنا المدرسية.. لتعزيز إجاباتنا حول دوافع الثورة وعواقب كلفتها.. لتبرير الموت الذي أقبل عليه شهيدنا بلهفة عاشق..
لا أحد تعنيه الفرجة سوانا.. فالعالم هنا.. حولنا وليس في مكان آخر.

 

العالم هو نحن، إذ يبدأ من شرق النخوة في دير الزور إلى غرب البطولة في بانياس، ويمتد من شمال الشجاعة في حلب إلى جنوب الأسطورة في درعا، وينتشر على الرقعة المتصلة بين هذه الجهات.

 

العالم نحن.. وقلة من المتعاطفين بين بقعة وأخرى. فتحلقوا حول نارنا الموقدة في هذه الغابة الفسيحة، واقتربوا كي نسمع أصواتنا عن كثب.. وحب)..