في كتاب وثائقي.. المرزوقي يفضح الأبواق الخفية لابن علي
3 ربيع الثاني 1435
منذر الأسعد

العلاقات الآثمة بين الطواغيت وأبواقهم –حتى المستترون منهم- لم تعد قابلة للطمس المطلق، فالعار بات سيفاً مسلطاً على أعناق هؤلاء المرتزقة الذين يبيعون شرف القلم وأمانة الكلمة، حتى قبل مهلكهم!!
هذا على الأقل ما تؤدي إليه القنبلة الضخمة، التي فجَّرها الرئيس الانتقالي في تونس المنصف المرزوقي..

 

كل ما فعله الرجل، أنه عهد إلى مختصين أمناء مهمة نبش خبايا الدائرة الإعلامية في رئاسة الجمهورية، لكشف ما تخفيه عن موبقات الطاغية الهارب، أمام الشعب التونسي صاحب الحق الأول، في معرفة هويات تجار الكلمة الذين باعوا آخرتهم بدنياهم-وبعضهم من الملاحدة الذين لا يؤمنون بالله تعالى ولا باليوم الآخر!!- فهؤلاء شركاء الطاغية في قتلهم وإذلالهم وإفقارهم..

 

وأثبت المرزوقي نزاهته بنشر كل ما تبقى من وثائق لم يستطع أذناب البائد إتلافها قبيل فرارهم معه من نقمة التونسيين..فهي ليست تصفية حسابات ذاتية ولا ثأراً من أحد ولذلك فليس فيها أدنى انتقائية..

 

نُشر الكتاب (منظومة الدعاية تحت حكم ابن علي/ الكتاب الأسود) ويتكون من 356 صفحة، ويضم ثلاثة عشر ملفاً، تبدأ بملف الوكالة التونسية للاتصال الخارجي وتنتهي بملف الإعلام والمعارضة!!

 

ونطقت الوثائق بالكثير، فدائرة الاتصال الخارجي تنهض بمهمة وحيدة تتلخص في تلميع الطاغية في الخارج بما يوازي الصورة المختلقة المفروضة على الإعلام المحلي من خلال السيطرة الأمنية ومبدأ سيف المعز وذهبه، واستقطاب إعلاميين جاهزين لأداء المطلوب منهم وما يزيد عليه حيث تم تصوير ابن علي في صورة منقذ تونس الوحيد وأن تأبيد طغيانه محل إجماع وطني!!

 

وكانت الدائرة تدفع أموالاً طائلة لشراء كتب دعائية فجة ترسم صورة وردية لتونس في ظل استبداد ابن علي، وتضخمه وتصطنع هالة زائفة حول زوجته..

 

واشتملت عمليات التلميع على شراء ذمم إعلاميين عرب وأجانب، مباشرة أو من خلال الإعلان الباهظ الكلفة في مطبوعاتهم أو قنواتهم الفضائية.. يضاف إلى ذلك شن حملات منتظمة بأداء ممنهج لتشويه سمعة رموز المعارضة الهاربين إلى الخارج من تنكيل النظام ومطارداته التي لم يَنْجُ منها أقارب المعارض!!

 

ويتبين من الكتاب/الوثيقة حجم الطغيان لدى ابن علي، إذ تطالعنا وقائع عن إهانة عملاء رأس النظام نفسه عدداً من المسؤولين في إعلامه لمجرد نشرهم خبراً عن حزب من المعارضة الديكورية (التي يرضى عنها بل التي صنعها الطاغية على عينه وبحسب هواه ومصالحه الخاصة) لأن في الخبر شيئاً من إبراز نشاط اجتماعي إيجابي للحزب الأليف المستأنس (مثل مساعدة متضررين في فيضان بمنطقة نائية!!)

 

وأما الأبواق التي سخرها الطاغية لخدمة طغيانه فمذهلة في تناقضاتها، إذ إنها تضم زنديقاً وقحاً مثل العفيف الأخضر و"إسلامياً" مثل محمد الهاشمي الحامدي صاحب قناة المستقلة بالرغم من أنه من الفارِّين من ملاحقات ابن علي لأن الهاشمي كان من أعضاء حركة النهضة، لكنه انشق عليها في المنفى وطعن في كبارها!!

 

وفي القائمة إعلاميون عرب معروفون منهم: ياسر الهواري وحميدة نعنع وعبد الباري عطوان وأسامة سرايا ومصطفى بكري.........

 

ومن بين وسائل الإعلام المتواطئة مع ديكتاتورية ابن علي قنوات أكثرها رافضية "!!" مثل قناة المنار لحزب اللات وأي إن بي وإن بي إن لزعيم حركة أمل الصفوية نبيه بري وأي أي إن للنصيري رفعت الأسد!!... وهنا تثور الأسئلة حول تجارة المقاومة المجوسية النصيرية من جهة وتجارة العلمانية الوقحة عند جزار تونس!!!

 

ولا يفاجأ الخبير المتمرس بوقائع خفية عن تعاون استخباري وثيق بين طاغية تونس وكثير من الطغاة العرب الآخرين ولا سيما بشار الأسد، بالرغم من تظاهر النظامين بالاختلاف!!

 

ومن الصحف التي خدمت مشروع استبداد ابن علي مجلات:الصياد- الحوادث الكفاح العربي –الشاهد- الوفاق العربي....

 

ومما جاء في الكتاب الأسود مناقشات على أعلى مستوى لتحديد طرق الرد على قناة الجزيرة والإعلام المغربي والسعودي، مع ملاحظة الغضب الشديد من تأثير قناة الجزيرة في صفوف الشعب التونسي..

ولعل أطرف ما في فضائح أبواق ابن علي نجاحه في تجنيد قادة أحزاب معارضة "أليفة"!!