1 ذو الحجه 1435

السؤال

أنا فتاة عمري ثلاثة وعشرون عاما، ولي أخت تكبرني بأربع سنوات، أبي كان يجترئ على ابنة عمي، وربما عاملنا ونحن بناته بطرق غير لائقة، وعندما لاحظت أمي ذلك، واجهته بما يفعل، اتهمها بالجنون، والدي يعامل الناس بطريقة جيدة جدا، أما معنا فلا، يهين أمي أمامنا عندما تتعصب عليه، كل ما يفعله والدي جعلني معقدة من فكرة الزواج، ومن كل الرجال، نشعر بالراحة في البيت في عدم وجوده فيه، أتمنى لوالدي الموت... مع العلم أن أمي تهتم بنا ونظيفة في بيتها وتهتم بوالدي أيضا ولكن لماذا يفعل ذلك!!

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

إن هداية القلب وتقوى الله تعالى نعمة منه سبحانه، لن يعرف قيمتها الإنسان إلا عندما يقرأ ويرى مصائب الغير..
الابنة السائلة:
قد نتعجب من رجل، كبير في السن، ذي تجارب في الحياة وخبرة، يقع في الخلل الذي يقع فيه الشباب المراهق الذي لا خبرة له في الحياة، ورغم كل ما يجلبه والدك من مشاكل لكم عليك النظر لبعض النقاط...
1- لابد أن تعلمي أن ذلك الرجل ورغم الذنوب التي يضع نفسه فيها ورغم شدة طبعه، وغلظته في البيت، فهو في الأول والآخر والدك، وليس عليك إلا احترامه، وبره، ومعاملته معاملة حسنة، لقوله تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}.
2- قفوا مع أبيكم وقفات شرعية دينية ولو بطرق مختلفة، وعرفوه الحلال والحرام والمقبول والمرفوض وكونوا حازمين معه عند أي تجاوز بإظهار الغضب والبعد والنفور.
3- عليك البحث في الأسباب التي تساعد والدك على ترك ما يفعله، فالرجل عندما يكبر في السن فإن كثيرا من الزوجات تهمل حقوقه حتى مهما اهتمت بالبيت، ونظافته، واهتمت بكم، وبه في ملابسه وطعامه، فهذه الأمور وحدها ليست كافية لأي رجل، وأما الحقوق بينه وبين زوجته فهي التي تحزنه وتجعل الجفاء المتواصل بينه وبين زوجته.. ثم تدريجيا يزهد في زوجته، فتبحث عيناه على أبواب أخرى مختلفة.
4- أيضا من الأسباب التي تساعد والدك على ما يفعله بعده عن ربه، لأن القريب من الله يخافه، ويخاف عقابه، ويرجو رضاه، ويبعد عن كل ما يغضبه، فلماذا تركتم بيتكم دون رعاية إيمانية!... أين القرآن وتلاوته؟ أو ترديد أذكار الصباح والمساء؟ أو لماذا لا تحاولون جمع بعض المال ولو بالادخار وتشجيع والدك لأداء عمره وزيارة بيت الله الحرام؟ كل هذه من المؤثرات التي تعين صاحبها على تنظيف القلب وتطهيره، فترده بعد الغياب، وتبصره بعد العمى..
5- اقتربوا من أبيكم أكثر وابحثوا عن حلول لمشاكله
6- ابحثوا عمن يؤثر فيه من أهل العلم والفضل، وينصحه نصيحة مؤثرة، ويحسن صحبته
7- أكثروا من الدعاء له أن يصلحه الله
الابنة السائلة:
إنني لا أدافع عن والدك، ولكن كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، حاولوا الوصول لوالدك ومساعدته على التوبة، وكثرة الاستغفار ليل نهار، وحاولوا الاهتمام بالصلاة لتكن قدوة له ودعوة أمامه منكن فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وعليكن أن تصبرن على طبعه الغليظ، ربما في يوم من الأيام بعد وصاله مع ربه تتحسن أخلاقياته، لأن الإيمان والتقوى تغيران صاحبهما وتبعثه من جديد.