26 رجب 1435

السؤال

السلام عليكم. لو سمحت أريد أن أعرف "من جاءكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه"... كيف لي أن أختار لابنتي وكيف أعرف أنه ملتزم بدينه لكي يكون زوجاً لبنتي؟

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

هناك محددات مهمة فيما يتعلق بالخاطب المتقدم لخطبة فتياتنا يجب علينا أن نكون ملمين بها، وأستطيع تحديد أهمها كما يلي:
أولا: الأصل في قبول المتقدمين أو رفضهم هو الديانة، فمن كان ديِّنا تقيا، فهو الأجدر بموافقتنا، وهو أول ما يجب علينا السؤال عنه والبحث عنه والاستقصاء حوله، وهو نص حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: الأخلاق هي الاعتبار الأهم في ذلك، وهي قرينة تطبيقية للتدين، لذلك قرنها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه بالتدين فقال صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه".
ثالثا: تتمثل الأخلاق في عدة أمور من أظهرها المحافظة على شعائر الإسلام، وعدم المجاهرة بالآثام، ومعاملة الناس بالحسنى.
رابعا: السيرة الحسنة هي دليل معتبر على أخلاق المرء، فلكل امرئ رائحة تميزه في مجتمعه فمن رائحة عطرة مشتهرة ومن رائحة قاصرة ومن عديم الرائحة ومن رائحة خبيثة تزكم الأنوف.
خامسا: من أهم الدلالات على حسن الخلق صفة الكرم، فالجود والسخاء والعطاء لا يتواجدون عادة إلا عند أصحاب القلوب الكريمة، وأعني بذلك من كان ذلك فيه وصفاً دائماً غير مؤقت، وطبيعي غير مفتعل، ومبدئي غير منتظر للتبادل ففي الحديث "ليس الواصل بالمكافئ".
سادسا: للتنشئة الاجتماعية أثر كبير على شخصية المرء، فالناشئ في بيئة إيمانية خلوقة كريمة، تتصف بالعلم والفهم والكرامة والفضيلة هو المرشح أن ينتظر منه المكارم، (وإن كانت المكارم يمكن أن تنتظر من غيره في حين تغيب عن أمثاله) أيضاً، إلا أنه يبقى مظنتها غالبا.
سابعا: التكافؤ بين الزوجين محور هام للغاية يجب اعتباره، وأعني به التكافؤ في العلم والحالة والقدرة، وقد تسبب عدم التكافؤ في فساد كثير من الزيجات مع كل أسف.
ثامنا: عادة، لا يستطيع المرء إخفاء صفاته عمن حوله من مجتمعه، فسؤال المحيطين، والاستقصاء عنه في عمله وأصدقائه، وجيرانه، ومسجده، والبحث عن إنجازاته، قرائن صالحة لوضع أرضية جيدة للحكم عليه ومعرفته.
وفقكم الله لما فيه خير.