أنت هنا

16 جمادى الثانية 1435
المسلم ـ متابعات

استنكر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" نزيه أبو عون، ما اعتبره "الصمت المطبق" من قبل جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي ولجنة القدس، في ظل ما تتعرض له مدينة القدس والمسجد الأقصى من هجمات من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، وبدعم أمريكي ودولي لا محدود".

وأشار القيادي أبو عون إلى أن موقف العالم العربي والإسلامي "لا يرقى لمستوى الخطر الذي يداهم المسجد الأقصى"، مضيفا أنه "ينبغي على هذه المؤسسات أن تتخذ الموقف المطلوب منها قبل فوات الأوان، وقبل أن يصبح الاستيلاء على المسجد أو جزء منه أمراً واقعا".

وأشار إلى أن "انشغال الفلسطينيين بخلافاتهم وباجتماعاتهم التصالحية، والتي لم تفض إلى نتيجة حتى الآن .. والمفاوضات الفلسطينية والتي تقودها السلطة مع الاحتلال وتعثرها تارة واستئنافها تارة أخرى، يزيد من زخم الهجمة الاحتلالية على المسجد الأقصى" وفق تقديره.

بدوره، أكد الشيخ جميل حمامي، عضو "الهيئة الإسلامية العليا في القدس" وأستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة القدس، أن المسجد الأقصى "يعيش في حالة من الخطر الشديد، والذي يستدعي من الأمتين الإسلامية والعربية والقادة والشعوب التحرك بطريقة جدية وبمسؤولية دينية وتاريخية لإنقاذ المسجد الأقصى من مخططات الاحتلال الصهيوني".

وشدد على أن "المطلوب عربيًّا وإسلاميًّا هو "الوقفة الجادة والمسؤولة من كافة أطياف الشعوب والساسة في ظل الربيع العربي التي تعيشه الأمتان العربية والإسلامية".

وبخصوص الحملة التي أعلن عنها شباب المسجد الأقصى والتي تحمل عنوان " كلنا حماة الأقصى"، قال حمامي إن "هذه خطوة مباركة على الطريق الصحيح لتحرير الأقصى و نصرته"، مضيفاً إن "الاستجابة والتفاعل مع هذه الحملة هو واجب وطني وشرعي على جميع المسلمين لأن قضية المسجد الأقصى ليست بالقضية العادية، بل هي جزء من عقيدة المسلم".

بدوره حذّر مدير المسجد الأقصى المبارك، ناجح بكيرات، من نوايا الاحتلال الرامية إلى الانتقام من المواطنين المقدسيين على خلفية تصديهم لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وإفشالهم لمخططاتهم.

وقال بكيرات في تصريحات لوكالة "قدس برس" أدلى بها اليوم الأربعاء (16|4)، "إن الاحتلال ينتقم من المقدسيين لمواقفهم الصلبة التي دافعوا من خلالها عن المسجد الأقصى والمقدسات، ولإفشالهم مخططات اقتحام الأقصى من قبل المتطرفين اليهود بحماية شرطة وجيش الاحتلال"، حسب قوله.

ودعا الدول العربية والإسلامية إلى تحرير المسجد الأقصى المبارك من دنس الاحتلال، قائلاً "المطلوب من جماهيرنا العربية والإسلامية أن تتوحّد وتستفيق على القبلة الأولى وأن توجه بوصلتها نحو مدينة القدس المحتلة"، كما قال.

من جهتها، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جماهير الشعب الفلسطيني في كل مدن وقرى وبلدات فلسطين للنفير العام وشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك لمواجهة اقتحامات الاحتلال ومستوطنيه.

واعتبرت حماس، في بيان صحفي، الأربعاء، أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهج نهجاً خطيراً وحرباً دينية بكل تفاصيلها ووقائعها على الأرض من خلال الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك وتدنيسه، دون أن يحرك أحدٌ ساكناً.

وأضافت "ندعو الشباب والعلماء والرجال والنساء في كل مدن وقرى وبلدات فلسطين لشدّ الرحال إلى الأقصى لإنقاذه والدفاع عنه وخوض معركة العزة والكرامة مهما بغلت التضحيات".

ودعت أبناء الأمة العربية والإسلامية وكل شعوب المنطقة وعلى رأسهم النخب والعلماء والشباب لإشعال المنطقة انتفاضة وغضباً انتصاراً للقدس والمسجد الأقصى الذي هو قضية كل الأمة.

وطالبت حماس كل الرؤساء والزعماء العرب والمسلمين بالتحرك لإنقاذ الأقصى قبل فوات الأوان وطرد كل السفراء الإسرائيليين من بلادهم والعمل على عزل الاحتلال واستخدام كل أوراق الضغط بحقه للجمه ووقف عدوانه وانتهاكاته.

إلى ذلك، نفذ مواطنون أردنيون غاضبون، مساء اليوم الأربعاء، اعتصامًا، أمام مجلس نوابهم، في العاصمة عمّان، وذلك لمطالبته باتخاذ دور فاعل في الدفاع عن المسجد الأقصى وما يتعرض له من اقتحامات، وكون الأردن صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في فلسطين.

وانتقد المشاركون بالوقفة التي نظمتها حملة "كلنا حماة الأقصى"، الدور الرسمي الأردني وتقاعسه لما يحدث في الأقصى، ورفعوا لافتات طالبت مجلس النواب الاردني بإلغاء معاهدة وادي عربة، والتصدي للانتهاكات الصهيونية على المسجد الاقصى، وكان من بينها: "من عمان لجنين شعب واحد ما بلين"، "بالروح بالدم نفديك يا اقصى".

وأكد المشاركون في الوقفة أحقية المسلمين الكاملة في المسجد الأقصى، ولا حق للصهاينة فيه، مطالبين في الوقت نفسه بإنهاء التدخل الصهيوني في إدارة المسجد الأقصى، وإنهاء سياسة التضييق التي يمارسها الاحتلال على أهل الرباط في الأقصى، ومنع الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى، الهادفة إلى تهويد الأقصى وجعله مَعلَمًا مقدسًا يهوديا، وخاصة في المواسم التوراتية والاعياد اليهودية و  التأكيد على أحقية المسلمين الكاملة في المسجد الأقصى، ولا حقَّ لليهودِ فيه.

 كما طالبت الحملة الحكومة الأردنية باتخاذ موقف حازم اتجاه هذه الانتهاكات المتكررة للمسجد الأقصى، وإنهاء معاهدة وادي عربة، كردة فعل استباقية على قرار الصهاينة لسحب السيادة الأردنية على المسجد انتصارا للاقصى والمساهمة في  صد العدوان الصهيوني عليه.

وأعلن منظمو الحملة عن تنظيم وقفه احتجاجية مساء يوم غد الخميس امام مجلس النواب، تليها مسيرة راجلة باتجاه وزارة الأوقاف في عمان، لاداء صلاتي المغرب و العشاء، وبدء اعتكاف ليلي امام مبنى الوزارة انتصارا للمسجد الاقصى والتضامن مع المرابطين في ساحات المسجد الاقصى دفاعا عنه في وجه الاعتداءات الصهيونية و التأكيد على إسلامية المسجد الأقصى، طابعًا و هويةً وحصر السيادة عليه للمسلمين وأوقافهم.

 

وكانت قوات صهيونية خاصة اقتحمت صباح اليوم الأربعاء ساحات المسجد الأقصى واشتبكت مع المرابطين فيه، الذين تصدّوا لمجموعة من المستوطنين حاولت اقتحام باحات المسجد المبارك، ما أوقع عشرات الإصابات في صفوف المرابطين بداخل الأقصى.