أنت هنا

بوكو حرام.. وإبادة شعب حلال!!
16 رجب 1435
موقع المسلم

سبحان الله.. ما أشد تقصيرنا-نحن المسلمين في الأزمنة الأخيرة-  في تدبر القرآن الكريم،على الوجه الذي يرضي ربنا تبارك وتعالى،وهو التدبر الذي أبدع فيه السلف الصالح ابتداء من الصحابة رضوان الله عليهم،الذين تربوا على يدي سيد ولد آدم خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

 

فلنقف قليلاً عند قول الحق جل وعلا:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }آل عمران118
ثم لننظر في الوعي النقي الذي أثارته في أمتنا في القرون الثلاثة المفضلة-مع ما يتصل بالأمر ذاته من آيات كريمة أخرى وأحاديث نبوية صحيحة-.. ولنتبصر في آثار تفريطنا اليوم، وغفلتنا عن الرؤية العميقة التي تزودنا به هذه الآية العظيمة –وكل كلام ربنا عظيم وجليل-.

 

لا نحيل إلى تاريخ الحروب الصليبية البغيضة،فقد يمتعض أحمق زاعماً أن القوم اليوم تحرروا من موروثهم الكريه، ولم تعد الكنيسة تحكمهم ولا القسس المترعون بالحقد الأسود يَسُوقونهم إلى مهلكهم..
حتى الماضي القريب الذي ما زالت مرارته تحت اللسان، وما زالت جراحه نازفة،يمكننا أن نضرب عنه صفحاً،لأن في الحاضر البشع ما يكفي لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.. لنضع مأساة فلسطين جانباً ومعها محنة أشقائنا في كشمير المحتلة،ولنتغاضَ عن عذابات البوسنيين ومسلمي الفلبين والشيشان ....

 

حتى الجرح السوري الغائر نستطيع أن نغض الطرف عن علاقته بالتآمر الصليبي الصهيوني الصفوي،ونكتفي بقراءة موضوعية لنبأين طازجين من قلب إفريقيا القارة السمراء التي يمقتها القوم،لأنها استعصت على تنصيرهم الأثيم فلم تتبع الفاتيكان الذي أنفق المليارات على امتداد عشرات السنين،حالماً بتحول إفريقيا قارة صليبية سنة 2000م!!

 

النبأ الأول: إقدام جماعة بوكو حرام على اختطاف 200 طالبة في نيجيريا،وعرضها على حكومتها مقايضتهن بأعضاء الحركة المعتقلين في سجونها.. وهذا مسلك مرفوض شرعاً بلا ريب..
لكن الغرب الذي هاج سعاره  بسبب هذه الواقعة المنكرة، أصابه العمى والصمم وانعقد لسانه،أمام نبأ مستمر منذ شهور، حيث تباد الأقلية المسلمة في جمهورية إفريقيا الوسطى التي لا تفصلها عن نيجيريا إلا الكاميرون!!
وهذه بعض النماذج:

 

بتاريخ 30/4/2014م أوردت وكالات الأنباء الغربية الخبر الآتي :
قطعت ميليشيا مسيحية في عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى "بانجي"، رأس شاب مسلم بعد يومين من مرافقة قوات حفظ السلام لبعض آخر المسلمين المتبقين عند خروجهم من المدينة. واحتفظ رجال الميليشيا برأس الرجل لكنهم ألقوا بجثته المشوهة على طريق يفصل ضاحية (بي كي 5)عن الضاحية المسيحية فاتيما.
وأدت حرب الإبادة الصليبية إلى نزوح ربع سكان البلاد-وهم من المسلمين فقط-، البالغ عددهم 4.6 مليون نسمة، عن مناطقهم خوفا من الهجمات الانتقامية، ومنذ ديسمبر 2012 بلغ عدد الذين لجؤوا إلى دول مجاورة لإفريقيا الوسطى ربع مليون!!

 

وقبل ذلك بأيام ، كان عنوان الأخبار:
استمرار العنف في إفريقيا الوسطى والجهود الإنسانية تواجه نقصا في التمويل!!

 

وتحت العنوان المكرور جاء قولهم: وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت نداء إنسانيا لجهود الإغاثة في جمهورية أفريقيا الوسطى بقيمة تزيد عن الخمسمائة مليون دولار لم تتلق منها حتى الآن سوى ثمانية وعشرين في المائة فقط!!
طبعاً،لم يكترث الغرب بالأمر،فكل ما فعله البيت الأبيض هو توقيع عقوبات تجميد أموال ومنع دخول أمريكا على خمسة مسؤولين سابقين!!!!!

 

وبات من تحصيل الحاصل أن تطالع يومياً تقارير تقول: يتعرض مسلمو إفريقيا الوسطى لحرب إبادة جماعية وتطهير عرقي منذ الإطاحة بالرئيس فرنسو بوزيزيه في مارس 2013، وسط صمت دولي وإدانة شجب خافتة من المجتمع الإسلامي.
ودعت منظمة العفو الدولية المجتمع الدولي للتحرك من أجل وقف "المذابح الجارية بحق مسلمين في غرب جمهورية إفريقيا الوسطى"، مؤكدة أن القوات الدولية المنتشرة في هذه البلد "عاجزة عن وقفه".

 

وإذ نسجل لمنظمة العفو صراحتها في وصف ما يجري بأنه حرب إبادة،نلاحظ أنها لا تستطيع التخلص من رواسبها الصليبية،عندما تزعم أن القوات الدولية عاجزة عن وقف شلال الدم المسلم المتدفق في شوارع إفريقيا الوسطى.. فلو أن الضحايا كانوا نصارى أو يهوداً لما سكت الغرب المنافق يوماً واحداً !!

 

فالقوات الدولية متواطئة بشهادات الناجين من المحرقة الصليبية،ويكفي كمثال  أن سكان بلدة "بانجوي” في أفريقيا الوسطى اتهموا الجنود الفرنسيين بالتواطؤ مع جماعة "أنتي بلاكا” النصرانية في قتل المسلمين.

وتملأ الشعارات المناوئة لفرنسا، الجدران في البلدة التي يقطنها المسلمون من قبيل "لا لفرنسا”، و”ماذا تريد فرنسا من جمهورية أفريقيا الوسطى".
فمتى تصحو أمتنا الغافلة وتتدبر مُحْكمات نصوص كتاب ربها وسنة نبيها،لتعلم من هم أعداؤها وكيف يجب أن تواجههم؟