6 ذو الحجه 1435

السؤال

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته أعتذر لطول مشكلتي.. وأرجو من الله أن يجزيكم عنا خير الجزاء.. أنا شاب أبلغ من العمر 30 عاما وأعمل خارج البلاد.. وفي زياراتي القصيرة للبلاد حاولت أن أخطب أكثر من مرة لكن بلا جدوى..
ثم دخلت بيت ناس وتقدمت لبنت (عمرها 20 سنة) لكن أعمامها رفضوا بحجة أنها يتيمة الأب ومع أن البنت وأمها موافقان على شخصي.. ثم عرفت أن السبب هو أن ابن عمها تقدم لها لكنها رافضة.. ثم سافرت.. لكني كنت على تواصل مع البنت وأمها وقد أحببت الفتاة بقوة.. إلى أن علمت منها أنها كانت مرتبطة بشخص عرفته عن طريق الهاتف وأنه تقدم لها ورُفض! وفوجئت بأن هذا الشاب زميل دراسة وجار لي.. فحزنت وفكرت في إلغاء الارتباط بها لكني تراجعت واعتبرت أن هذا شيء مضى وانتهى.
لكن المشكلة أني أصبحت أسألها عنه كثيرا جدا وعن مدى العلاقة، وأصبح الشك في قلبي وحبي. لكن من جهتها هي أكدت أن العلاقة كانت محدودة.. ثم اكتشفت أنه كان بينهما خروج وصور، كما نصحني زملائي بتركها..
لكني مازلت مترددا وأراها ذات صفات طيبة ولديها طموح ومتكلمة مع مخاوفي من ماضيها.. وتارة أقول نتسامح ولا نعاقبها على شيء انتهى.. خصوصا أنها صغيرة وندمت على ما مضى.
أفيدوني يرحمكم الله..

أجاب عنها:
خالد عبداللطيف

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..ومرحبا بك أخي الكريم في موقع المسلم... أصلح الله لك شأنك، ووفقك لما يحبه ويرضاه.
مشكلتك أخي تتمثل في ارتباطك عاطفيا بفتاة تريد خطبتها، وقد تبين لك أنها كانت على علاقات سابقة بشباب آخرين تضمنت الخروج معهم.. لكنها تؤكد ندمها على ذلك!
أخي الكريم
دعني أتخطى كل ما ترويه.. وأنطلق إلى عشرين سنة قادمة.. أتصورك فيها وقد علاك الشيب وأصبحت أبا لبنين وبنات.. تحبهم أكثر من نفسك.. وتسعى لجلب كل خير لهم.. وصرف كل سوء عنهم.. ثم أسألك:
أترضى وقتها لابنتك ريحانتك التي تحمل اسمك أن تصادق من شاءت من الشباب وتتعرف عليهم وتخرج معهم؛ حتى تستطيع اختيار زوج المستقبل؟!
وهل تضمن وقتها أن تخرج من هذه التجارب بشاب يرحب بها حارسة لبيته وأولاده وزوجة مؤتمنة؟!
بل هل تضمن بثقة ألا تخرج من إحدى هذه التجارب كسيرة جريحة لا يرضى بها أحد؟!
أخي الحبيب
ألمس من سطورك طيبة قلب.. وفطرة مازال بها خير كثير.. فهذا القلق والتوجس الذي بين طيات كلماتك يعني بوضوح عدم اطمئنانك لهذه العلاقات الفوضوية بين الشباب والفتيات؛ هذه العلاقات التي تحدثنا عنها إحصاءات الغرب أنها المسؤول الأول عن أولاد الزنا! وتحدثنا إحصاءات الشرق أن الشباب الذي يرتبط بمثلها لا يقبل عند زواجه إلا فتاة بعيدة عنها!
انتبه أخي وأفق وتيقظ..!
إن السبيل الذي سلكته من البداية غير صحيح.. فكيف لك بكل هذا التواصل المستفيض.. والتحقيق والتدقيق والحوارات.. قبل سفرك وفي غربتك؟!
إن ما ترويه يكاد يكون حال زوج مع زوجته وعائلته.. لا حال خاطب طرق الباب ويسعى للزواج.. وهذا التواصل بلا ضابط ولا زمام لا يحل لك ولا للبنت وأمها!
بل إن هذا التساهل المسترسل بلا حدود هو أوضح دليل على أن هذه الفتاة لا تناسبك؛ إذا كانت وأمها يرحبان بكل تواصل مع كل طارق! وقد علمت أنت بنفسك أنك لست الأول! والله أسأل أن يهدي الأم وابنتها.
أخي الفاضل:
اسأل نفسك وأجب بنفسك: ماذا تريد؟!
هل تريد شريكة حياة من بيت كريم وتربية ناصعة وسيرة كريمة؟!
أم تريد زواجا مبنيا على عاطفة عابرة وشفقة طارئة.. فهو على شفا جرف هار؛ فلا سقف له ولا قواعد؟!
أخي.. دع هذه الفتاة وأمها بالمعروف ودون أذى. واصدق الله تعالى في أن يوفقك لفتاة ذات خلق ودين.. لم يعرف عنها هذه العلاقات الطائشة البائسة. وأسس مستقبلك على تقوى من الله؛ يصلح لك شأنك كله ويرزقك من حيث لا تحتسب!