24 شعبان 1445

السؤال

تحول شهر رمضان المبارك في كثير من بلاد المسلمين إلى أمور وعادات لم تكن معروفة من قبل حيث ارتبط بالسهر في الليل والنوم في النهار والسهر غالبًا يكون أمام أجهزة اللهو من قنوات فضائية وغيرها كما ارتبط هذا الشهر عند البعض بتنوع الأكلات وتعددها وأصبح هناك أكلات وحلويات خاصة بشهر رمضان فصار هذا الموسم المبارك عادة وليس عبادة فنرجو توجيه كلمة نصح للمسلمين. أثابكم الله.

أجاب عنها:
د. عبد الله الجبرين رحمه الله

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فلا شك أن شهر رمضان شهر عبادة وقربات وحسنات وأعمال صالحة يمثلها الصيام والقيام وقراءة القرآن وكثرة الصدقات وكثرة الدعاء والذكر والأعمال الخيرية المتعددة كالنصيحة والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار وهكذا يكون هذا الشهر شهر التوبة والإقلاع عن المعاصي وهجر المنكرات والبعد عن أنواع المحرمات وعن مجالس اللغو والباطل والقيل والقال وعن سماع الأغاني والملاهي والمكروهات وعن النظر إلى الأفلام الخليعة والصور الفاتنة سواء كانت مرسومة في مجلات أو معروضة في الشاشات بواسطة الإذاعات والقنوات الفضائية وهكذا حفظ اللسان عن الكذب والفجور وقول الزور وعن السباب والهجاء ونحو ذلك فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" وورد في حديث: "أن أهون الصيام ترك الطعام والشراب" وفي حديث آخر: "رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش" وقال جابر "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الغيبة والنميمة ودع أذى الجار وليكن عليك سكينة ووقار ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء".
فعلى هذا ينكر على الذين يسهرون طوال الليل على اللهو واللعب وعلى سماع الأغاني الماجنة والنظر إلى الأفلام الخليعة فإن ذلك قد يبطل صيامهم وأعمالهم وهكذا يستنكر عمل الذين يتركون صلاة التراويح ويعمرون الأسواق والمتاجر والمصانع طوال ليلهم ويجعلون رمضان موسمًا للتجارات والأرباح الدنيوية وعلى الذين يقطعون نهارهم بالنوم العميق ويفوتون عليهم الأوقات الشريفة ومواسم الأرباح فواجب على المسلمين انتهاز الفرص واستغلال أيام هذا الشهر الكريم في الأعمال الصالحة التي يضاعفها الله فيه أضعافًا كثيرة واستقباله بالتوبة النصوح والتعهد بكثرة القربات والأعمال الخيرية القاصرة والمتعدية وهجر العصاة والبعد عن منادمة الفسقة والفجار ومعاقرة الخمور والمسكرات وعن تعاطي الدخان والمخدرات حتى يحصل المسلم في هذا الشهر على النجاة من العذاب والفوز بجزيل الثواب.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.