10 شوال 1436

السؤال

أنا فتاة لدي خمسة عشر عاماً من العمر، أهلي يخافون عليَّ جداً، وبسبب ذلك قررت أن أنتقل إلى مدرسة أخرى، لأن أبي وأمي ومن حولي لا يريدون أن أدرس بها، لأنها تقع على طريق يوجد فيه مدرسة للشباب، خوفا من أن أقيم علاقة مع الشباب، خصوصا بعد أن تقدم شاب لخطبتي ولكنني رفضت، فأنا أشعر بالتعب لعدم ثقتهم بي، ولي رغبة في أن أدخل كلية الطب، والآن أقوم بحفظ وتفسير القرآن، فماذا أفعل لكي يثق أهلي بي؟؟

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

الابنة السائلة... لفت نظري من حديثك رصانتك، وأن ذكاءك وطريقة تفكيرك تبدين أكثر من سنك، وذلك فضل من الله تعالى، ويجب عليك الشكر على هذه النعمة، وعلى هذا الأساس أحدثك في عدة نقاط:
1- لعلك تفهمين وتعلمين أنك في عمر من أكثر الأعمار خطورة، فذلك سن المراهقة، سن الخمسة عشر، ففيه يحدث الكثير للفتيات، فمن حق أبويك الخوف عليك هذا الخوف، خاصة أنك يبدو أنك تمتازين بالجمال، فاعلمي أن موقف أبويك منك هو خوف وحرص وحب لك وليس قلة ثقة.
2- إذا كانت راحة أبويك النفسية في انتقالك من مدرسة إلى أخرى فعليك بالموافقة على ذلك، واحتسبي هذا الأمر لوجه الله تعالى، وحاولي معرفة أسبابهم الكاملة في ذلك فإن طاعة الأب والأم واجبه، وربما تكون المدرسة الجديدة أكثر خيرا لك، وذلك ببركة الطاعة، فالله تعالى أوصاك ببرهما والإحسان إليهما.
3- أجد منك البحث عن كسب ثقة والديك فهذا ليس ببعيد، فالطريق الذي بدأت فيه من حفظ القرآن الكريم وتفسيره لهو أفضل الطرق، وبداية خير وطاعة لله تعالى، فالطاعة تولد طاعة، وفعل الخير يجر غيره، وفي نهاية كل ذلك هو القرب من الله تعالى، والله سبحانه يحب من تقرب إليه، بل وينزل حبه عليه ويحبب فيه من حوله من الخلق، فالخير كل الخير يأتي بقرب العبد من ربه.
4- لاحظت منك طموحاتك العليا، وحبك للتفوق والالتحاق بكلية الطب، فحاولي الاحتفاظ بهذه الهمة، ولا تغتري بما تفعله الفتيات المراهقات، لأن الانتكاس والتدهور لا يأتي إلا من التقليد الأعمى، الذي يؤذي صاحبه ولا يفيده.
5- عليك باتخاذ والدتك كصاحبة لك كوني صريحة معها في كل شيء حتى في دقائق الأمور، ولا تخافي من هذه الخطوة، وعليك الاستفادة من نصائحها، فهي أكثر من تحبك وتحب لك الخير، وأيضا أكثر منك تجارب وخبرة في الحياة، فكوني كالكتاب المفتوح أمامها تعرف كل ما بداخله، وتأكدي أنك لن تندمي أبدا..
6- عليك باتباع الصدق وإياك والكذب، لأن الكذب من أشد الأسباب لفقد الثقة بين الأبناء وآبائهم، فإذا لاحظ الأبوان منك اللجوء للكذب للخلاص من مشكلة ما.. جفت العلاقات بينكما، ولن تعود إلا بطلب مسامحتهم، ووعدهم بألا تعودي لذلك مرة ثانية، فكان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يعرف بالصادق الأمين، وكسب حب وثقة كل من عامله بسبب صدقه وأمانته، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.
7- عليك بتغيير أسلوب التعامل مع والديك حاولي استخدام الهدوء في الكلام، وعدم التعصب أثناء الحديث معهم، واستخدام الكلمات اللطيفة والمزاح المحترم، ومن وقت لآخر تقديم لهما الهدية خاصة من مصروفك حتى ولو كانت هدية صغيرة، كل ذلك يفتح باب المودة والسعادة بينكما.
8- عليك اختيار وانتقاء صديقاتك، فلا تصاحبي إلا صاحبة الدين والخلق، وابتعدي عن الصديقات السيئات، وقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" وأيضا كوني محافظة على الصلوات في أوقاتها، مسارعة للخيرات.
9- عندما يراك والداك على هذا النهج من الاحترام والإيمان، ويرون صديقاتك الصالحات، فبالتدريج سوف يشعران بالاطمئنان عليك.. فيتحقق لك ما ترغبين منهم.