20 ذو القعدة 1437

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
أنا فتاة عمري 15 سنة.. أحبني شاب من عائلتي عمره 19 سنة، وهو يريد الزواج بي وسوف يفعل أي شيء لإسعادي... تكلمت معه أياما فطلبت منه أن يصلي فصلى كما طلبت منه أن يعمل بدلا أن ينام لساعات متأخرة من النهار ففعل ذلك وقد تغيرت حاله للأفضل ولكن بعد ذلك لم نتحدث فساءت أحواله كثيرا وقد لاحظ ذلك من حوله مع العلم أنه قد أخبر أمه وبعض إخوانه وأخواته بنية الزواج بي، ولكن أحس أني لا أحبه ولا أتخيله زوجا أبدا وصديقاتي ينصحنني بعدم القبول به لأنه غير وسيم..
لا أعلم ماذا أفعل هل أقبل به عندما يتقدم أم لا؟
وبارك الله فيكم..

أجاب عنها:
سميحة محمود

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..
أما بعد.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
نرحب بكِ وندعو الله سبحانه وتعالي أن يصلح حالك ويوفقك لما يحبه ويرضاه، كما نشكركِ علي حسن ظنكِ بموقعنا الكريم، وأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق في الرد علي رسالتك.
ابنتي الحبيبة.. رسالتك دليل علي عقلك الراجح الحصيف وفهمك الذي يتخطى عمرك، كما أنها دليل علي إدراكك لأهمية اختيار شريك الحياة المناسب الذي سيرافقك بإذن الله تعالى رحلة حياتك، ولهذا سيكون لنصائحي لك آذان صاغية، وستكون كالآتي:
أولا: لابد أن تعلمي يا قرة العين أن التعارف بين الشاب والفتاه غير جائز شرعا، وقد نهى عنه الشرع لما يترتب عليه من مخاطر تقع على الطرفين خصوصا علي الفتاه، لأن الفتاة وبخاصة في مثل عمرك (عمري 15 سنة) تتفتح لديها المشاعر والعواطف تجاه الجنس الآخر وتشعر بميل شديد، لهذا كان هذا النهي حفاظا عليك وصيانة لك من أن تنجرفي إلي علاقة تسبب لك مشاكل ومعاناة، وحتى لا يتعرض قلبك الصغير ليعبث به عابث أو يلوثه مخادع.. حتى وإن كان الشاب قريبا للفتاة، فالشيطان يكون أكثر تلبيسا واستدراجا عند الأقرباء، فاحذري من تلك العلاقة حتى وإن تضمنت العلاقة أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر (طلبت منه أن يصلي – طلبت منه أن يعمل) سدا للذريعة - ونصيحتي لك يا حبيبتي أن تتوقفي تماما عن المحادثة مع هذا الشاب أو غيره صيانة لك وحفاظا على قلبك.
ثانيا: لست مطالبة بتقويم شاب يريد الزواج منك، فما اعتاد عليه من تفريط طيلة عشرين عاما صعب أن يتخلى عنه، وإن بدا لك هذا التغير مشجعا (تغيرت حاله للأفضل) فهذه - غالبا - حالة مؤقتة لن تستمر طويلا طالما أن غرضه "هوائي" ولم يكن دافعه للارتقاء بحاله ابتغاء مرضاة الله تعالي (بعد ذلك لم نتحدث فساءت أحواله كثيرا).
ثالثا: اعلمي يا عزيزتي أن ديننا الإسلامي الحنيف قد حدد للفتاه صفات أساسية لقبول الخاطب حتى تكون الأسرة الوليدة قائمة على التفاهم والاحترام ويكون بنيانها قويا فتسعد وتُسعد من حولها وتقوم بدورها المنوط إليها على أتم وجه.
ومن أهم تلك الشروط أن يكون الخاطب صاحب دين وخلق.
رابعا: ذكرت في رسالتك أن سبب عدم تقبلك لهذا الشاب أنه (غير وسيم) وهذا حقك أن يكون رضاك وقبولك النفسي أساس الزواج بعد توافر الشروط الأساسية السابقة ، فطبيعة الإنسان تهوي الجمال، والإسلام لا يقف حائلا بين طبيعته واختياره، فالقبول عامل هام جدا في قبول الخاطب.
ولا أعتقد أن القبول يختلف عن الراحة النفسية للخاطب في شكله أو طريقة حديثه وتعامله، أو اختيار مفردات حديثه، علي ألا يتم قبول الخاطب لمجرد الافتتان بجماله ووسامته، فهذا من الحماقة التي تورد المهالك.
وفي الختام.. ادخري مشاعرك وعواطفك – ابنتي الحبيبة – لزوجك، فالفتاه المسلمة جوهرة تحفظ مشاعرها حتى تسلم كنزها لمن أحله الله لها، مع تمنياتي لك بالسعادة والصلاح ونحن في انتظار جديد أخبارك فطمئنينا عليك.
وفقك الله..