"الغيبوبة" العربية تجاه اليمن
4 ذو الحجه 1435
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

لم ينشأ الخطر الحوثي الشيعي بالأمس القريب مثل تنظيم داعش مثلا بل ظل يتمدد ويترعرع لسنوات طويلة أمام أعين السلطات اليمنية والدول العربية كافة القريبة والبعيدة عن اليمن ودخل في صراعات مسلحة محمومة من أجل النفوذ ضد الدولة اليمنية ومع ذلك لم تضعه بعض الدول العربية على "قائمة الإرهاب" إلا منذ أشهر قليلة رغم انه يحتل مساحات كبيرة من اليمن بقوة السلاح منذ عدة سنوات ويواصل التوسع على أسس عقائدية طائفية..الحوثيون لا يخفون سلاحهم ولا أطماعهم ولا توجهاتهم العقائدية ومن نافلة القول أن نقول أن علاقتهم بإيران وحزب الله والاخطبوط الشيعي أوضح من أن نأتي لها بأدلة وأشار إليها العديد من المسؤولين اليمنيين وغير اليمنيين وأكدها مسؤول إيراني رفيع أخيرا عندما أفاد بأن صنعاء هي رابع عاصمة عربية تسقط في أيدي طهران...

 

كل ذلك ولم نجد مؤتمرا عربيا ـ ولا نقول عالميا ـ من أجل التحذير من خطر الحوثيين وإرهابهم وخطورتهم على دول المنطقة وإمكانية وصولهم لأبعد من صنعاء خصوصا والعلاقات بين معظم الدول العربية والداعم الأكبر للحوثيين وهو النظام الإيراني متوترة وصرح العديد من المسؤولين الخليجيين بأن طهران تتدخل في شؤون الخليج بالإضافة لاحتلالها 3 جزر إيرانية منذ عشرات السنين ومحاولتها لعمل انقلاب شيعي في البحرين يعني خطر واضح وقوي وداهم ومعروف توجهاته فماذا فعل العرب؟!..إيران تدخلت بقوة لإنقاذ نظام الأسد النصيري في سوريا الموالي لها ووقف العرب مترددون في دعم المعارضة السنية وأخذت مواقفهم تتأرجح بينما طهران تعرف ماذا تريد بالضبط ولم تأبه بالتحذيرات الأمريكية وألقت بثقلها خلف الاسد وفعل حزب الله الشيعي مثلها رغم قرار الحكومة اللبنانية بعدم التدخل..

 

نحن أمام مشهد سياسي شديد التناقض: طرفان متقابلان أحدهما يعرف ماذا يريد ويذهب إليه مباشرة ويحقق أهدافه الواحد تلو الآخر بينما الطرف الآخر ينظر ويترقب ويكتفي بردود أفعال ضعيفة وغير حاسمة والنتيجة أن المخطط الشيعي يسير بخطوات ثابتة نحو احتلال المنطقة وبرضا كامل من الغرب دون أن تستشعر الدول العربية بخطورة الوضع وضرورة تغيير استراتيجيتها في التعامل معه خصوصا مع تصريحات مسؤولين إيرانيين بأن الدور على عواصم عربية أخرى قريبة لتلحق بصنعاء وبيروت ودمشق بغداد...

 

لم نسمح سوى القليل عما يجري في اليمن خلال الكلمات التي ألقاها خلال اليومين الماضيين العديد من رؤساء العالم في الأمم المتحدة بمن فيهم رؤساء عرب ولم نسمع إدانة واضحة للحوثيين وإيران الداعمة لهم وتم التركيز فقط على التحالف ضد داعش وهو ما تريد الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين التركيز عليه في هذه اللحظة لأن مصالحها في العراق والخليج والنفط قريبة من هذه الدائرة أما أن تحترق المنطقة بنير التعصب الشيعي فلا ضير ما دامت الصفقات مع إيران قائمة على قدم وساق...

 

الدول العربية تعلم جيدا أن الغرب لا مبادئ  ولا عهود له وأن المصالح هي التي تحكم قراراته لذا فمن العجيب أن لا تدرك هذه الدول أن الخطر الشيعي يهددها بقوة وأن عليها أن تضعه في أولوياتها القصوى حتى وإن لم ير الغرب ذلك مع تحسن علاقاته مع طهران...لقد تحادث الرئيسان الأمريكي والإيراني لأول مرة منذ ثورة الخميني والتقى الرئيس الإيران برئيس الوزراء البريطاني لأول مرة منذ 35 عاما وصرح مسؤولون غربيون بارزون عن ضرورة التساهل مع إيران في الملف النووي للانضمام للتحالف ضد داعش.. ألم تتساءل الدول العربية عماذا سيتم التساهل لإيران أيضا من أجل خطب ودها خلال الفترة المقبلة؟!