هل نعلِّم أبناءنا اللغة الفارسية؟
24 ذو الحجه 1435
د. صلاح العتيقي

سؤالٌ بدأ يتردد على ألسنة الكثيرين وبعض الكتاب هذه الايام، بعد ان رأوا الانهيارات العربية على معظم الجبهات، مما يذكرني بما حصل للدولة الاموية في القرن الثاني للهجرة. رحم الله نصر بن سيار، آخر ولاة الامويين على خراسان في زمن هشام بن عبدالملك. كان والياً محنكاً استشعر خطر الفرس والدولة العباسية، فكتب إلى والي العراق (ابن هبيرة) لكي يساعده، فلم يمد له يد العون، فاستغاث بمروان بن محمد، ولكنه لم يسعفه ايضا لانشغاله بحرب الخوارج، فلما لم ينجده احد كتب قصيدة عصماء طويلة يحذر الامويين ويستنجد بهم مطلعها:

أرى تحت الرمـــاد وميـض جمر

ويوشك ان يكون لها ضرام

 


فان الـنار بالـعوديـن تـذكـــي

وان الـحرب اولهـا كــــلام

 


فقلت من التعجب ليت شعري

أأيــقــاظ امـيـة ام نـيـام؟

 

وذهبت تحذيراته ادراج الرياح، فما كان من العباسيين الا اجتياح معاقل الدولة الاموية، والقضاء عليها سنة 131 هجرية، حيث توفي نصر بن سيار، وانتهت بموته الدولة الاموية.

الان التاريخ يعيد نفسه، فالمخطط الايراني قد اكتملت عناصره، سواء كانت الدول العربية تعي ذلك او انها نائمة كالعادة.

 

ان ايران يهمها بالدرجة الاولى تصدير أفكارها الى جميع الدول العربية، ولم تعد تبالي بأي رد فعل دولي، بعد ان رتبت امورها مع واشنطن، ولم تعد «الشيطان الاكبر» في نظر الولايات المتحدة، وبعد ان انتهت من السيطرة على ثلاث دول عربية.

 

ان كلام عضو مجلس الشورى الايراني واضح وصريح؛ لقد قال علي رضا زكاني، المقرب والمستشار عند المرشد الاعلى علي خامئني، وامام مجلس الشورى: «اننا نمر الان بمرحلة الجهاد الاكبر، بعد ان انتهينا من ثلاث دول عربية، واليمن الان في طريقه للالتحاق بالثورة الايرانية بعد ان سيطر الحوثيون على 14 محافظة يمنية من اصل 20».

 

إن المخطط الايراني لن ينتهي عند اليمن. انهم يتطلعون الى دول الخليج من خلال تقوية الحوثيين وامدادهم بالسلاح، بعد ان سيطروا على اليمن وموانئه وقربهم من دول الخليج بالشرق. لا شك ان لهم غالباً خلايا نائمة في بلادنا، ومستعدة للتحرك اذا أتتها أوامر من طهران، بل انهم اصبحوا يجاهرون ويحتفلون بانتصارات الحوثيين، فماذا نحن فاعلون؟ هل نعلم ابناءنا اللغة الفارسية استعدادا لتسليم بقية الدول العربية؟

 

انها والله مصيبة اذا لم ينتبه الغافلون لهذا المخطط الجهنمي.

 

 

المصدر/ القبس