عمليات الدهس في فلسطين المحتلة والرد من نفس الكأس
29 ذو الحجه 1435
تقرير إخباري ـ المسلم

يواصل المستوطنون الصهاينة تنفيذ جرائم الدهس بشكل يومي في شوارع الضفة الغربية بحق الفلسطينيين العزل منذ سنوات عدة، كانت آخر تلك الجرائم حادثة دهس مستوطن لطفلتين فلسطينيتين بشكل متعمد في قرية سنجل بالضفة الغربية، واستشهاد إحداهما وهي إيناس شوكت دار خليل التي استشهدت في الطريق بين بيتها وروضة الأطفال.

وبعد يومين من الحادث قتلت مستوطنة صهيونية وأصيب 8 آخرون، وصفت جراح اثنين منهم  بـ"الخطيرة والبليغة"، إثر قيام الأسير المقدسي المحرر عبد الرحمن الشلودي بدهسهم بسيارة بالقرب من محطة القطار الخفيف بمدينة القدس المحتلة، ما أدى لمقتله برصاص شرطة الاحتلال.

وتعتبر "عمليات الدهس" وسيلة المقاومة الوحيدة الفاعلة بأيدي الفلسطينيين العزل الذين ابتكروها، لمواجهة غطرسة وإرهاب سلطات وجيش الاحتلال الصهيوني المسلح بأعتى الأسلحة في العاصمة المحتلة وأيضًا الرد على عمليات الدهس التي ينفذها الصهاينة بشكل متزايد دون رادع من المجتمع الدولي أو الأجهزة الأمنية الفلسطينية و "الإسرائيلية" على حد سواء.

يذكر أن جرائم الدهس الصهيونية استهدفت أكثر من سبعين بالمئة من الاطفال الفلسطينين دون سن السادسة عشرة، فيما كانت الثلاثين بالمئة الاخرى لكبار السن من الرجال والنساء وللشباب.

كما أن محافظة نابلس ومواطنيها الاكثر عرضة لعمليات الدهس المتعمد، خصوصا بلدة حوارة التي شهدت لوحدها خلال العام 2010 على سبيل المثال حوالي ثمانية عمليات دهس متعمدة، فيما حلت محافظة الخليل ثانية من حيث حوادث الدهس الارهابية، فيما وقعت اكثر من ثلاثين حالة دهس متعمدة بحق المواطنين الفلسطينيين ادت بعضها للموت والبعض الاخر للاصابة الخطيرة خلال العام ذاته.

وتتركز هذه الحوادث على الطرق الالتفافية والطرق التي يسلكها مستوطنون والمناطق القريبة من المستوطنات. ويلاحظ الارتفاع الملحوظ لهذا النوع من الارهاب الاستيطاني في العام الحالي، وهو مايشير الى الحقد والكراهية والعنصرية التي يضمرها هؤلاء المستوطنين المتطرفين بحق كل ما هو فلسطيني على هذه الارض المقدسة.

كان 13 مستوطنا قد قتلوا وجرح العشرات في ست عمليات "دهس" بحافلات أو جرافات هزت القدس المحتلة في العام 2008، وكلها نفذت بدوافع شخصية، وليس بناء على تحرك وتخطيط تنظيمات معروفة أبرزها كانت عملية الجرافة الشهيرة التي أدانها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وباركتها حركات المقاومة في فلسطين ومنها حركة حماس.

وأعلنت شرطة الاحتلال آنذاك عن قتل شخص كان يقود "جرافة" بسرعة كبيرة في القدس المحتلة وصدم عدد من السيارات الصهيونية، وأشارت مصادر إعلامية، إلى أن السائق صدم عدة سيارات بطريقه في شارع جورج، مما أدى لوقوع 18 إصابة بينهم حالة خطيرة جداً، فيما وقبل ثلاثة أسابيع، قتل الفلسطيني أيضا من سكان شرق القدس المحتلة، ثلاثة مستوطنين وأصاب العديد منهم قبل أن يقتله مستوطن، في عملية قادها خلالها جرافة وقلب باص وصدم عدة سيارات.

ويشار إلى أنه وفي الثاني من يوليو 2008 اندفع حسام دويات (30 عاماً) من سكان بلدة صور باهر بجرافة على طول مائة متر في شارع يافا التجاري الرئيسي غربي القدس المحتلة فاصطدم بحافلة وقلبها ودهس عدة سيارات وعدداً من المارة مخلفاً ثلاثة قتلى و45 جريحاً قبل أن يقتل، بينما استشهد غسان أبو طير (22 عاماً) من قرية أم طوبا شرقي القدس المحتلة أثناء قيادته جرافة في وسط القدس برصاص عنصر في حرس الحدود فيما كان يسعى لتنفيذ هجوم شبيه متسبباً بجرح نحو عشرة أشخاص، على ما أفادت مصادر الشرطة والمستشفيات.

وفي الوقت الذي ينشغل فيه الساسة وقادة الأجهزة الأمنية بكيان الاحتلال في الحديث عن الإجراءات التي من شأنها أن تردع الفلسطينيين العزل عن شن مثل هذه العمليات التي تعد وسيلة المقاومة الوحيدة بأيديهم، يؤكد مراقبون ان تصاعد هذه الظاهرة على الجانبين يأتي نتيجة لتغاضي جيش الاحتلال عن افعال المتطرفين الصهاينة المستمرة بحق الفلسطينيين ومقدساتهم وممتلكاتهم.

كما يتزامن تزايد هذه الحوادث في الآونة الأخيرة مع مظاهر الاستفزاز العسكري لقوات الاحتلال في القدس المحتلة، والحصار الخانق على قطاع غزة، وتزايد اعتداءات جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.