11 جمادى الأول 1436

السؤال

السلام عليكم..
أنا إنسان أصلي دائماً - والحمد لله - أذكر الله، لكنني أتأخر عن الفرائض مرات وأخطئ في الكثير من الأمور الأخرى ودائماَ أخاف من التعبد والإيمان؛ لأن إذا أحبَّ اللهُ إنساناً ابتلاه، أيضاً أشعر أن الله لا يحبني؛ لأن الله لا يبتليني بأشياء كبيرة؛ دائما كلما أريد التقرب من الله تأتيني هذه الأفكار.. أريد إجابة أو نصائح تجعلني إنساناً متعبداً أكثر.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الأخ السائل
الإيمان بالله سبحانه هو نور هذه الحياة، والصالحات من الأعمال هي سفينة النجاة من لجتها المغرقة.
وأرجو أن تكون شكواك ظاهرة إيجابية لكونك تبحث عن الأفضل من العمل.
فالحمد لله أولا على كونك تصلي بانتظام غير منقطع فالصلاة عماد الدين، لكن تأخرك عن الفرائض هو ذنب لا يستهان به، فتب إلى الله سبحانه وعد إليه فيما يخص الصلاة فإنها أول ما يحاسب عليه العبد فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله.
أما أخطاؤك الأخرى، فيبدو أنك تعلم أنها أخطاء لكنك تقع فيها، وهذا فيه نصيحة الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: "واتبع السيئة الحسنة تمحها" فتابع التوبة بعد الخطأ واستغفر ربك واعزم على عدم العودة وأد الحقوق، فإن كررت وقصرت فكرر وتب.. والله تواب رحيم.
أما ما ذكرت من خوف الابتلاء فإن ذلك ولاشك من الشيطان، يوسوس لك ليبعدك عن طاعة ربك سبحانه، وأخشى عليك من أن يكون هذا التفكير خطأ كبير جدا، إذ على المؤمن أن يسعى إلى حب الله سبحانه ولا يصده عن السير نحو حب الله سبحانه صاد أبدا ولا يخيفه في الله مخلوق أبدا، فاحذر الشيطان وتسويله.
ثم إن الابتلاء واقع بالعبد، ليثبت صدقه ويقينه، قال سبحانه: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}، فإن كان المرء صادقا مع ربه ثبته وقواه ولم يزده الابتلاء إلا رفعة عند الله سبحانه وخيرا في الدنيا والآخرة.
فأكثر من قراءة كتاب الله سبحانه، واعلم أن الله رحيم ودود، وأنه لطيف بعباده، وأنه يبتلي ويرحم، وأنه سبحانه يلطف بعبده في قضائه وقدره، فيقويه ويرفع درجته.
فأنصحك أن تداوم على الاستعاذة بالله سبحانه من الشيطان الرجيم، وتربط نفسك بأصدقاء علم وخير، وتكثر من الدعاء أن يطهر الله قلبك ويحببك في الإيمان ويزينه في قلبك واستعذ بالله مما تكره أو تخاف.. وفقك الله.