23 جمادى الثانية 1436

السؤال

أمي تتهم زوجتي بالزنا.. وأنها تعمل لي السحر!
وللعلم فأمي لا تحب زوجتي.. فماذا أعمل مع أمي؟!

أجاب عنها:
خالد عبداللطيف

الجواب

مرحبا بك أخي الكريم في موقع المسلم.. أعانك الله وأصلح لك شأنك، ويسر أمرك.
مشكلتك – أخي - تتمثل في سوء العلاقة بين والدتك وزوجتك، والتي بلغت مبلغا جعل والدتك (غفر الله لها) تتهم زوجتك بأمور شنيعة كعمل فاحشة الزنا.. وكذلك اتهامها بأنها تعمل السحر لك!
أخي الكريم
إن هذه الاتهامات إذا كانت لا تستند إلى أية قرائن ظاهرة على الإطلاق، وأرجو بإذن الله تعالى أن هذا هو الواقع؛ فأمرها بعون الله يسير ومحتمل وقابل للعلاج بالصبر والحكمة والرفق في التعامل مع الطرفين.
ولا يعني الكلام على وجود قرائن من عدمه أن تفتح باب الشك والارتياب تجاه زوجتك الكريمة؛ لا سيما أن الإسلام أحاط تهمة فاحشة الزنا بسياج منيع يحول دون التخرص والافتراء بها، واشترط لثبوتها شروطا فائقة تنبني على اليقين الكامل.
وإنما أعني أنه قد توجد بعض المخالفات الشرعية التي لا تصل للفاحشة من تساهل في الحجاب أو الاختلاط تبرر بها والدتك ما يصدر عنها من اتهامات، مع أن هذا ليس بعذر أبدا في البهتان والقذف (والعياذ بالله)، بل إن هذا القذف بدون بينة من البهتان والإثم المبين.
كما أن السحر - وهو إحدى الكبائر والموبقات - ليس بالأمر الذي يمكن رمي الناس به دون برهان؛ كمشاهدة الشخص يرتاد أماكن السحرة، أو مجاهرته هو بنفسه بالاعتراف بالتعاطي معهم.
أسأل الله أن يصون بيتك وزوجك من هذا كله.
وعليه أخي.. وحيث جاءت رسالتك مقتضبة للغاية؛ تكتفي فيها بالشكوى من اتهامات والدتك لزوجتك، دون أي تفاصيل عن بيتك وزوجتك وحياتكما.. أو أي ما يفيد في النظر والتأمل.. فإني أوصيك بما يلي:
أولا:
الصبر والاحتساب فيما تلقاه من والدتك (هداها الله للخير) ومواجهة ذلك بالبر ولكلمة الطيبة؛ فترد غيبة زوجتك برفق، وتبين لوالدتك أن الرمي بهذه التهم لا يرضي الله، وأنك لحبك إياها وحقها عليك لا تحب لها أن تسمعها تغضب ربها جل وعلا.
ثانيا:
أن تراجع أحوال بيتك وزوجتك.. فلو كان ثمة تساهل في الحجاب والاختلاط وبعض الأمور؛ فبادر أخي بإصلاح شأنك وزوجتك بالإقبال على الله تعالى وترك هذه المخالفات؛ وستكون عاقبة ذلك كل خير وتوفيق بعون الله تعالى.
ثالثا:
بخصوص مسألة السحر: لابد من التأكد (بحنكة وحكمة ودون اتهام أو مواجهة لزوجتك) من أنها لا تذهب لمن يقومون بأعمال السحر والدجل والشعوذة؛ فكم من الناس يقع في ذلك بجهالة وتغرير ممن يوهمونهم بأنهم ليسوا بسحرة؛ فإذا تبين لك وقوعها في شيء من ذلك فاصرفها عنه صرفا جميلا، وأخبرها بالتحريم الشديد للسحر والذهاب إليه، بل يجب عليك أن تأمرها (بحقك عليها) بالامتناع عن ذلك؛ ولكن تعامل بالرفق والحكمة لتحقيق المقصود.
رابعا:
احرص أخي في الوقت الحالي وإلى أن تنصلح الأمور وتهدأ.. على تقليل مجالات الاحتكاك والتواصل بين الوالدة والزوجة قدر الإمكان؛ وخلال ذلك اعمل على إصلاح العلاقة بين الطرفين، لا سيما في أحوال غياب أحدهما عن الآخر، وقد أجاز الإسلام لك أن تنقل لإحداهما عن الأخرى كلاما طيبا ولو لم تقله، أو أن تنفي عن إحداهما كلاما سيئا ولو كانت قالته؛ وذلك لمكانة إصلاح ذات البين في الإسلام؛ فمثلا.. انقل لوالدتك أن زوجتك تحترمها وقالت عنها كلاما طيبا، وقل لزوجتك إن أمك لم تتهمها ولم تقل عنها كلاما سيئا، ونحو ذلك.
خامسا:
تمسك بالحلم والحكمة والصبر الجميل ولا تتعجل الأمور؛ فالزمن جزء من العلاج لكثير من المشكلات، واستشعر مسؤوليتك العظيمة في إصلاح العلاقة العائلية برجولة وحلم وحكمة. وتقرب إلى الله بالفرائض والطاعات والدعاء فهو سبحانه سميع مجيب، ورحمته قريب من المحسنين.
وفقك الله وأحسن عاقبتك ووالدتك وزوجتك.