4 جمادى الثانية 1436

السؤال

السلام عليكم عندي سؤالان:
أولاً: كيف أقوي من إيماني، إني أخشى على نفسي من أن أخسر ديني؟
ثانياً: عندما أتوجه إلى المسجد للصلاة أشعر بنعاس شديد وعندما أكبر للصلاة لا أكف عن التثاؤب، وبمجرد خروجي من المسجد يعود إليَّ النشاط. أرشدوني ماذا أفعل يرحمكم الله؟؟

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

السائل الكريم:
إن الإيمان يزيد وينقص، وزيادته بالعمل الصالح، ونقصانه بالمعاصي والآثام، وما من عبد إلا وله ذنوبه، والمؤمنون هم الذين يستدركون المعصية بالتوبة والاستغفار والعمل الصالح.
ودعني أشكر لك قولك حرصك على دينك وإيمانك، وأنصحك بدوام الدعاء بحب الإيمان وتزيينه في قلبك وكره المعاصي.
أما قوة الإيمان فسبيلها أمور أساسية، أولها تنقية التوحيد، والطهارة من الشرك بجميع أصنافه وأشكاله، والإخلاص في عبادة الله سبحانه.
ثم عليك بتنقية القلب حتى يصير قلبا سليما خاليا من كل شبهة ومن الشهوات.
وأهم ما ينبغي عليك الاعتناء به هو أعمال القلب من الطاعات القلبية كالخوف من الله سبحانه والرجاء فيه عز وجل والإنابة إليه، والتوكل عليه عز وجل وغيرها.
كذلك فذكر الله سبحانه هو طريق الصالحين وهو أفضل ما عمل ابن آدم وقال، وهو يقوي القلب والبدن على الطاعات فالزمه دوماً.
وتابع نفسك وراقبها، فحاسب نفسك على الفرائض والواجبات ثم قم بالنوافل والسنن قدر ما تستطيع فهي تقرب العبد من ربه.
وجدد النية والتوبة كلما هممت بذنب.
أما ما تشكو منه، فإنه من الشيطان ولا شك، يريد أن يكسلك عن الطاعة والصلاة، فعليك باللجوء إلى الله سبحانه، والاستعاذة الدائمة من الشيطان الرجيم.
ويمكنك أن ترقي نفسك بسورة الفاتحة وآية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذات ثلاثا، وتمسح بهم جسدك، وأن تلزم أذكار الصباح والمساء.
و في صحيح البخاري وغيره عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس فحمد الله فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته، وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فليرده ما استطاع، فإذا قال: ها، ضحك منه الشيطان.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: قال ابن بطال: إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإرادة أي أن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثائبا لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه، لا أن المراد أن الشيطان فعل التثاؤب..
وقال النووي: أضيف التثاؤب إلى الشيطان لأنه يدعو إلى الشهوات، إذ يكون عن ثقل البدن واسترخائه وامتلائه، والمراد التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك وهو التوسع في المأكل، قوله: فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ـ أي يأخذ في أسباب رده، وليس المراد به أنه يملك دفعه، لأن الذي وقع لا يرد حقيقة.