فترة الامتحانات .. كي لا تكون عتبة في طريق انحراف الشباب
15 رجب 1438
تقرير إخباري ـ محمد لافي

من الطبيعي أن تتطلب فترة الامتحانات الدراسية قدراً كبيراً من  الاستعداد والتهيئة من الجهات التعليمية وكذلك من الأسرة لضمان سير الامتحانات على الشكل المطلوب والدفع نحو التحصيل الدراسي الأمثل للطلاب في هذه الفترة الحرجة والحاسمة من الموسم الدراسي, إلا أنها وبقدر لا يقل أهمية عن الجوانب المذكورة, فهي أيضاً تعد فترة حرجة للطلاب والطالبات من الناحية السلوكية والأخلاقية, إذ تعد فترة الامتحانات موسماً خصباً للمروجين وأصحاب السلوكيات السيئة والمنحرفة في التأثير على الطلاب سواء من خلال الإيقاع بهم في براثن المخدرات أو الرذيلة, أو ممارسة التفحيط ومضايقة الناس, هذا ما لم تتكاتف الجهات التربوية والأمنية إلى جانب الأسرة لمحاصرة تلك المظاهر ومنعها.

 

ومع بدء الامتحانات في السعودية ناشدت الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين “نقاء” أولياء أمور الطلاب، بضرورة مراقبة أبنائهم خلال فترة الاختبارات؛ حتى لا يقعوا ضحايا لتجارة المخدرات الذين ينشطون في مثل هذه الأيام. ويتحركون في أوساط الطلاب لترويج بضاعتهم بدواعي زيادة التحصيل الأكاديمي خلال موسم الاختبارات, كما دعت ولاة أمور الطلاب إلى مراقبة سلوك أبنائهم ومراجعة أقرب مركز لمعالجة التدخين والإدمان حين ملاحظة أي تغير في سلوكهم ومن أول وهلة قبل استفحاله.

 

وأصدرت وزارة التربية السعودية بيانا دعت فيه أولياء أمور الطلاب وأسرهم إلى الالتفات إلى أبنائهم خلال هذه الفترة وتكثيف الاهتمام بهم ومتابعتهم، كما شددت على أهمية قيام الأسرة بدورها التربوي والتوعوي خلال هذه الفترة وخاصة الجوانب السلوكية والاطلاع على جدول اختبارات الطالب ووقت خروجه حتى لا يقع في ارتكاب السلوكيات غير المرغوبة أو اكتسابها.

 

وخلال فترة الامتحانات في السعودية تنفذ فروع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر برامج خاصة من خلال مراكزها المنتشرة في المملكة, ففي هذا الموسم كلّفت الهيئة ما لا يقل عن 1500 فرد ميداني من الأعضاء المؤهلين لممارسة عملهم قرب التجمعات والأماكن التي يرتادها الشباب والفتيات أوقات الاختبارات، للمساهمة في حمايتهم من المؤثرات السلوكية غير الحميدة، وضبط التجاوزات غير اللائقة والنصح والتوجيه للناشئة خلال هذه الفترة ومعالجة ما قد يحصل من ممارسات خاطئة، مراعية بذلك المنهج النبوي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

سلوكيات خاطئة
ولعل الفترة اليسيرة التي يقضيها الطلاب في أيام الامتحانات بين أسوار المدرسة ثم يتم صرفهم بعدها باكراً وفرت جوا ملائماً لانتشار سلوكيات خاطئة بين الطلاب وخاصة بين فئة الشباب بسبب بعدهم عن الرقابة الأسرية واختلاطهم برفقاء السوء. وتزداد فورة تلك السلوكيات بنهاية آخر يوم في الاختبارات لذلك فإن البعض يعدّ فترة الاختبارات من أخطر فترات العام الدراسي، وأول عتبة في طريق الانحراف وتعلم السلوكيات التي تكبر في نفس الناشئة مع مرور الوقت إذا لم يتم تداركها مبكراً.

 

والشيء نفسه, موجود أيضًا لدى الطالبات، وإن كان بصورة أقل مما هو عند الطلاب، فقد تجد بعض الطالبات فترة الامتحانات فرصة للذهاب إلى الأسواق والمطاعم دون علم أهلين؛ ما يوقع بعضهن مع صاحبات سيئات، أو الوقوع في المعاكسات مع الشباب، أو الفساد الأخلاقي، وخاصة إذا كان الأهل يظنون أن الفتاة في المدرسة، والمدرسة تظن أن الطالبة ذهبت مع ولي أمرها.

 

وقد أوضح عضو برنامج الأمان الأسري عبد الرحمن القراش أن هناك عدداً كبيراً من الطلاب يعتبرون أيام الاختبارات فترة ذهبية للاستمتاع بوقتهم في أماكن متفرقة، مع ممارسة ما يحلو لهم دون قيد أو متابعة، حيث التسكع في الأسواق والتفحيط في الشوارع، وهناك من يكوّن عصابات شللية للمضاربات وتعاطي الحبوب المنشطة ومن ثم تمزيق ورمي كتب الاختبارات والكتابة على الجدران وإفساد الممتلكات, مضيفاً  أن الخطر قد يأتي لطلاب المدارس من موزعي الحبوب المخدرة وسجائر الحشيش, كما شدد على أهمية توعية الطلبة وتحذيرهم من حبوب السهر والتخدير مع الحرص على متابعتهم بالاتصال المباشر وعدم تأخيرهم أثناء العودة إلى المنزل بعد أداء الاختبار كل يوم.

 

تعامل الآباء :
ويؤكد الباحثون والمختصون على ضرورة التعامل النفسي الصحيح مع الطلاب والطالبات في هذه الفترة على وجه الخصوص, وخاصة قبل وبعد وأثناء أداء الاختبار والسعي لتوفير جو أسري هادئ يساعدهم على التركيز في مذاكرة دروسهم وضرورة الحرص على الاقتراب من أولادهم، وإشعارهم بالأمان والاهتمام حتى يتعدوا هذه المرحلة بسلام كما يوصي باحثون على ضرورة أن يؤجل الآباء والأمهات النقاش في المشكلات الأسرية إلى ما بعد انتهاء الاختبارات".

 

وفي هذا الجانب دعا مدير جمعية نقاء محمد المعيوف إلى مراقبة سلوك أبنائهم وإذا حصل ـ لا قدر الله ـ أي تغير في سلوكهم أن يراجعوا أقرب مركز لمعالجة التدخين والإدمان؛ لإدراك الأمر من أول وهلة قبل استفحاله، كما دعا الطلاب إلى الابتعاد عن التجمعات العفوية أمام المطاعم السريعة، والبقالات، والاختلاط مع فئات عمرية لا تتناسب وأعمارهم حتى لا يكتسبوا منهم عادات غير مألوفة كالتدخين، والمخدرات، والتفحيط، وحث أولياء أمور الطلاب إلى أهمية تهيئة بيئة البيت للامتحانات، بعيداً عن أساليب التخويف والإرهاب من الاختبارات، والحرص على متابعتهم وتهدئتهم، وتشجيعهم على المذاكرة، والالتجاء إلى الله (عز وجل)