خطر جديد يهدد سنة العراق
8 ربيع الثاني 1436
تقرير إخباري ـ المسلم

كثيرة هي المخاطر التي باتت تهدد الوجود السني في العراق , فبعد الخطر الأمريكي الذي ما زال يهدد الوجود السني من وراء الكواليس , من خلال تسليم السلطة في البلاد للرافضة بعد الانسحاب الشكلي , والتآمر والتنسيق مع جميع أعداء سنة العراق , ناهيك عن غض الطرف عن الاضطهاد والإقصاء والتهميش التي مارسته الحكومات المتعاقبة ضد المكون السني .
كان الخطر الشيعي أشد عنفا وأكثر بطشا بالأغلبية السنية في العراق , فلم تكن حكومة العبادي الحالية بأحسن حالا من حكومة المالكي السابقة , بل ربما يمكن القول بأن الحكومة الحالية - المتدثرة بالتقية - أشد خطرا من سابقتها , فدمج المليشيات الشيعية ضمن الجيش العراقي لتغطية جرائمهم بحق أهل السنة يعد سابقة خطيرة ولها أبعاد تهدد الوجود السني في العراق مستقبلا .
لتكون ثالثة الأسافي على المكون السني في العراق "المليشيات الإيزيدية" , فقد اختطفت ميليشيا "طاووس ملك" الأيزيدية ، عددا من السكان العرب السنة وأحرقت قراهم في أطراف الموصل منذ أيام بحسب مصادر محلية وبرلمانية عراقية ، وقد تم العثور على بعض جثث المخطوفين بعد ساعات من اختطافهم .
وكشفت المصادر عن وجود مخطط للقيام بأعمال انتقامية واسعة في الموصل , انتقاماً لما حدث للايزيديين في سنجار بعد سقوط المحافظة بيد تنظيم "الدولة الإسلامية" في يونيو الماضي .
وقد اتهم عضو البرلمان العراقي عن محافظة الموصل "عبد الرحمن اللويزي" ميليشيا مسلحة يقودها المقاتل الايزيدي "قاسم ششو" بتنفيذ عمليات انتقامية ضد المكون العربي السني في نينوى .
لم تكتف المليشيات الإيزيدية بقتل الرجال وإحراق بيوت أهل السنة فحسب , بل زادت على ذلك باختطاف العشرات من نساء السنة فى سنجار، فضلا عن قيامها بقتل العديد النساء والأطفال خلال هجمات نفذتها على قرى عربية في المنطقة .
إن اللافت فيما يجري في العراق أن جميع الأحداث تصب في خانة استهداف المكون السني ومحاولة القضاء عليه أو تهميشه وإقصائه , وذلك تحت ذرائع محاربة "الإرهاب" المزعوم الذي ينحصر فيما يبدو "بتنظيم الدولة" , بينما لا تسمى الجرائم الوحشية التي تقوم بها المليشيات الشيعية والإيزيدية وغيرها "إرهابا" !!
إن مقارنة بسيطة يجريها أي متابع للشأن العراقي , بين ردود الأفعال على ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية بحق "الإيزيديين" في سنجار , وبين ما بدأت تمارسه المليشيات الإيزيدية بحق العرب من أهل السنة مؤخرا , وكذلك ما تمارسه المليشيات الرافضية على مدى قرابة عقد من الزمان بحق هذا المكون الأصيل في البلاد , يستطيع أن يخرج بكثير من الحقائق التي تؤكد وجود تواطؤ رافضي غربي على أهل السنة .
فبينما تم تضخيم ممارسات "داعش" - غير المبررة طبعا - بحق الأقلية الإيزيدية في سنجار في وسائل الإعلام , وتنادى العالم من شرقه إلى غربه لنجدة تلك الأقلية مما سمي "بإرهاب" تنظيم الدولة , وتباكى العالم على ما حل بها من ظلم مؤقت , نرى اليوم تعتيما إعلاميا واضحا على جرائم المليشيات الإيزيدية بحق العرب السنة , بل نجد من يبرر هذه الجرائم بأنها لا تعدو ردات فعل طبيعية على ممارسات التنظيم , وأنها حالات فردية متوقعة لا تخلو منها حرب كالتي تشهدها العراق !!
والحقيقة أن الأمر يتجاوز مسألة الانتقام وردرود الأفعال , فحرق البيوت وقتل الرجال وسبي النساء وتدمير المساجد ونسفها , يشير إلى وجود مخطط ممنهج لإرهاب أهل السنة في جميع المناطق التي يتم استعادتها من "داعش" , وذلك باسم ردود الأفعال .
وإذا أخذنا بعين الاعتبار الجرائم الوحشية الممنهجة التي تقوم بها المليشيات الرافضية - وعلى رأسها الحشد الشعبي - والتي تم دمجها بالجيش العراقي لإضفاء الشرعية على ممارساتها , وإيجاد الغطاء المناسب لجرائمها , فإن حقيقة الاتفاق على استهداف المكون السني لا يرقى إليه أي شك .
لقد حملت الأيام الأخيرة عدة أنباء عن مزيد من جرائم الحشد الشعبي بحق أهل السنة في محافظة ديالى العراقية , فمنذ أيام قالت نائبة في البرلمان العراقي "ناهدة الدايني" عن المحافظة بأن مليشيات تقاتل إلى جانب القوات الحكومية - الحشد الشعبي وغيرها - ارتكبت مجزرة كبيرة عندما أعدمت أكثر من سبعين مدنيا بعدد من القرى التابعة لبلدة "شروين" شمال شرق المحافظة ,
واليوم أكدت "شبكة حراك الإخبارية" بأن عناصر ميليشيا الحشد الشيعي والعصائب و بدر وسريا السلام الشيعية أمهلت أهالي منطقة نهر الإمام في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى، يومين لمغادرتها، محذرين إياهم من مصير مشابه لمنطقة بروانة الكبيرة , الأمر الذي يؤكد أنها سياسة ممنهجة لتهجير المكون السني من هذه المحافظة المحاذية لإيران .
ومع كل ذلك فإن التغطية الإعلامية لهذه الجرائم ضعيفة جدا , والإجراءات الحكومية لا تتجاوز تشكيل لجان من قبل البرلمان أو غيره للتحقيق في الموضوع , لينتهي الأمر عند هذا الحد , ويطوي النسيان الظلم والقهر الذي يطال أهل السنة في العراق منذ عدة أعوام بتواطؤ محلي وإقليمي ودولي كبير وخطير .