16 جمادى الثانية 1438

السؤال

تكررت في الآونة الأخيرة الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم بأنواع من الإساءات عن طريق الأفلام والصحف أو غيرها السؤال ما الموقف الشرعي من هذه الإساءة وتابع له يقول وما حكم التعبير عن الغضب بالإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم بالمظاهرات؟

أجاب عنها:
د. صالح بن فوزان الفوزان

الجواب

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، أما بعد.
فهذا ما هو بجديد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يقولون ساحر، كذاب، كاهن، شاعر إلى غير ذلك والرسول يصبر عليه الصلاة والسلام يصبر ولا يستعجل والله يأمره بالصبر (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً)، يسمع ولكنه يصبر عليه الصلاة والسلام بأمر الله عز وجل (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ* وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)، فكان يصبر ويمنع أصحابه من أن أحد ينتقم يوم أن كان بمكة يمنع أصحابه، لأنهم لو انتقموا من المشركين لقضي على الإسلام في مكة، وقضي على الدعوة في مهدها إلى أن هاجر ووجد الأنصار فحينئذ أمره الله بجهاد المشركين الجهاد الشرعي أما المظاهرات وأما التخريب وأما قتل الأبرياء ومن هم في أمان المسلمين وفي ذمة المسلمين هذه خيانة ولا تجوز ولا يجوز قتل البريء ولو كان كافرا ما يجوز (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا)، ما يجوز الاعتداء على بريء، (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)، (وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ)، رسل المشركين يأتون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالتفاوض يدخلون عليه حتى في مسجده عليه الصلاة والسلام ويتفاوض معهم مع أنهم مشركون وكفار لكن لا بد من أن يعرف أن الإسلام ليس دين غضب ودين انتقام إنما هو دين هداية ورحمة ورفق كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وماذا كانت النتيجة، كانت النتيجة أن الله نصر رسوله وأعز دينه والذين كانوا يسخرون من النبي صلى الله عليه وسلم صار بعضهم من قادة الإسلام والمجاهدين في سبيل الله وأسلموا وحسن إسلامهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم صبر عليهم وحلم عليهم ورفق بهم حتى أحبوه كما قال الله جل وعلا: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، هذه أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، الكفار حينما يعملون هذه الأعمال يريدون الإثارة ويقولون انظروا إلى تصرفات المسلمين يقتلون السفراء يخربون البيوت يهدمون المباني هذا من دين الإسلام، هذا يريده الكفار نكاية بالمسلمين من تصرفات جهالهم، من تصرفات الجهال أو المندسين معهم، لا يجوز التسرع في هذه الأمور، (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ)، هكذا هدي الإسلام مع هذه الأمور الرفق والتأني والصبر وعدم التسرع فالمشركون يريدون أن يستثمروا هذه الأمور بما حصل من بعض المسلمين من العنجهية والتخريب والقتل حتى صار المسلمون يتقاتلون فيما بينهم المتظاهرون يتقاتلون مع رجال الأمن من المسلمين هذا ما يريده الكفار.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.