لو لم يكن أتاتورك موجوداً!
10 جمادى الأول 1436
سينايي دميرجي

لو لم يكن "أتاتورك" موجوداً، لكان الفرنسيون بعد احتلالهم لـ"عنتاب" قد احتلوا كل البلاد، وكنا لانزال تحت ضغط الجنود الفرنسيين الذين يحاولون بالقوة نزع الحجاب من على رؤوس النساء، ولم يكن هناك نساء محجبات يدرسن الآن، ولم يكن هناك نساء محجبات موظفات، ولم يكن هناك ضباط في الجيش بسبب أن أمهاتهم أو زوجاتهم محجبات.

 

لو لم يكن "أتاتورك" موجوداً، لكان الإيطاليون الآن يحاولون فصلنا عن ماضينا، ويعلنون ثورة على الحروف! كانوا مثلاً سيكتمون المخطوطات المكتوبة بخط اليد الموجودة في أثمن مكتبة في العالم؛ وهي مكتبة السليمانية لمدة لا تقل عن 90 عاماً. ولم يكونوا ليكتفوا بذلك، بل كانوا الآن يهينون خليفة المسلمين وينفونه خارج البلاد.

 

لو لم يكن "أتاتورك" موجوداً،  لكان الإنجليز يدخلون مدينة "كاستامونو" فجأة، وكان "شرشل" يجبر الناس على ارتداء القبعة، وكانوا الآن يقوم بتعيين المحاكم المتنقلة للحكم على المواطنين الذين يرفضون ارتداء القبعات. وكانت عمليات الإعدام مستمرة إلى يومنا هذا. وربما كان الآن يقصف مدينتي "ريزا" و"طرابزون" من البحر بسبب معارضتهما لقانون فرض القبعات.

 

لو لم يكن "أتاتورك" موجوداً، لكان الأمريكيون يتولون إدارة البلاد، ويحلون اول مجلس منتخب بالقوة! ويقتلون الوطنيين أمثال المفكر علي شكري. وبسبب المجلس الذي أنشؤوه -نسبة إلى ملابسهم التي يرتدونها- كانوا سيحكمون البلاد على الأقل 30 عاماً تحت ظل نظام الحزب الواحد، ولم يكونوا ليعطوا حق التصويت لأحد إلا أن يكون تابعاً لهم! بل كانوا أيضاً سيمنعون المعارضين لهم من حق الترشح في الانتخابات.

 

لو لم يكن "أتاتورك" موجوداً، لكان "هتلر" يحتل البلاد الآن، ويعلن أن العرق التركي هو أعلى عرق في البلاد، وكان الأكراد والروم والأرمن يعتبرون مواطنين من الدرجة الثانية. وبعد مقولة "تركيا للاتراك"  كان سيجلى كل من لا يحسب نفسه تركياً من الأناضول! ولن يكن "هتلر" ليكتفي بهذا فحسب، بل كان الأطفال والرجال والنساء في مدينة "درسيم" -لأنها كردية- يموتون الآن بالآلاف تحت القصف، ويمحون من الوجود!

 

لو لم يكن "أتاتورك" موجوداً، لكان الروس قد احتلوا الأناضول، وكانت المساجد الآن تستعمل كحظائر! ولكانت المدارس الدينية مغلقة، والمدارس الفكرية العصرية ممنوعة!  ولكانت المآذن ساكتة عن الأذان، وتحل محلها أصوات ضجيج لا معنى لها!

 

لو لم يكم "أتاتورك" موجوداً، لكانت إسطنبول من نصيب اليونانيين، وكانوا الآن يثأرون للبيزنطينيين من السلطان محمد الفاتح، ويحوّلون مسجد "أيا صوفيا" إلى متحف!
لحسن الحظ أن "أتاتورك" جاء، ولم يحدث شيء من هذا...

المصدر/ تركيا بوست