23 ذو الحجه 1436

السؤال

ابنتي في الصف الأول وهي ذكية، وتقرأ وتستوعب كل شيء، لكنها تحب اللعب، ولا يوجد عندها تركيز في أسئلة الامتحان، مترددة متسرعة في الإجابة لدرجة أنها تخطئ في أتفه الأسئلة، فمثلا طلبت منها المعلمة مسابقة في سورة الشمس، وعندما سألتها عن المسابقة وعن أي شيء قالت لا أعلم، وحين سألت بنت عمها وهي في نفس الصف أخبرتني ما قالته المعلمة لهن، أريد الحل لابنتي!

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

هذه شكوى الكثيرات من الأمهات، فكل الأطفال يحبون اللعب ولا يفضلون المذاكرة ولا فرض أي شيء يمنعهم من اللعب، فلا داع للقلق، ولكن هناك عدة أمور عليك البحث فيها:
1- بعض الآباء والأمهات يكبتون أبناءهم بالبيت، ويحرمونهم من حقهم باللعب بالطريقة التي يرغبون فيها، بل تريد الأم من ابنتها أن تلعب عكس ما ترغب، مثلا عندما تجري في البيت، يزيد صراخ الأم في وجه الطفلة "لا تصدري الضوضاء" أو عندما تضع لعبها على الأرض لتبدأ اللعب، تجد من الأم نفوراً "قد ملأت المكان بالألعاب"، فالبيت الذي فيه أطفال لا يخلو من وجود اللعب في كل أركانه، فبالتالي بخروج الطفل من البيت لا يكون في ذهنه أي تركيز في أي شيء إلا اللعب لاستخراج طاقته المكبوتة ببيته، فلا ينتبه لأي شيء، ولا يركز إلا في اللعب وفقط.
2- بعض الأطفال الذين لديهم طاقات حركية زائدة ويبدو عليهم كثرة اللعب المفرط يجب عرضهم على طبيب خاص، للمتابعة.
3- إذا كان الطفل في أسئلة الامتحان متردداً ومتسرعاً ويخطئ في أسهل الأسئلة فعلاج ذلك التدريب مع الطفل على كثرة حل الامتحانات، فمنها يعرف بعض الأسئلة الجديدة، وبالتكرار لها يقوى ويواجه أي سؤال مهما كان صعباً، أيضاً من خلال حله للامتحانات تزيد ثقة الطفل بنفسه، فلا مكان بعد ذلك للتردد والخوف من الحل.
4- أيضاً تشجيع الطفل عندما يعود من المدرسة بدرجة امتحان حسنة أو شهادة مدرسية عن طريق تقديره بهدية أو تحقيق أمنية له كان يرغب فيها، يكون ذلك دافعاً له للانتباه بالمدرسة للحصول على الدرجة العالية للفوز كل مرة بهدية من والديه.
5- لا تشعري طفلتك بأنها مقصرة أو مفرطة فتعاملينها بطريقة التوبيخ المستمر، ولكن وجهيها بأسلوب غير مباشر فهي ما زالت صغيرة، ولا داع لمقارنتها بابنة عمها أو جارتها أو صديقاتها، حتى لا يؤثر ذلك نفسيا عليها، ولكن حاولي الارتقاء بها في الحديث أمام صديقتها أو أقاربها، لتزداد ثقة بنفسها وتحاول أن تكون مثل وصفك لها.
6- عليك أن تعلمي أن الطفل ينتبه غالبا أكثر من الكبير، وهو لماح جداً، فلا تعاملي الصغير على أنه أبله أو غبي، ولكن احترمي رغبته واسمعي لشكواه، واشكري له أي عمل حسن يفعله.
7- عليك باللجوء لله تعالى والدعاء لأبنائك، مع الرعاية، فالطفل كالزرع إن تعاهدتيه نما وترعرع وكبر، وإن أهملتيه ذبل واصفر..