24 شعبان 1436

السؤال

السلام عليكم..
أنا متملكة، وحدث بيني وبين زوجي تباعد وخلاف بسبب إخباري له بشيء وفعلي لغيره، أنا خفت من ردة فعله، لكني أصبحت بنظره كاذبة؛ أنا أتعذب نفسياً وصار هناك هجران أتعبني، وقلت له لا تأتي إلا عندما تريدني، وأنا تغيرت بسبب هذا الهجر، وسوف أقول الحق مهما كلفني؛ ماذا أفعل فأنا في صراع نفسي.

أجاب عنها:
د. علي الدقيشي

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة – أهلا ومرحبا بك في موقع المسلم.
أولا: أسأل الله أن يبارك لكما ويبارك عليكما، ويجمع بينكما في خير.
ثانيا: اعلمي – وفقك الله- بأن الحياة لا تخلو من مشاكل، وخاصة بين الزوجين في الفترة الأولى من زواجهما، حيث تعرف كل منهما على الآخر، ولكن لابد مراعاة التوازن في أمورنا جميعا ولا سيما حياتنا الزوجية.
ثالثا: انتبهي إلى عظم قدر العبادة العظيمة التي بدأتيها (وهي الزواج) فحسن مراعاتك للزوج ولحقوقه وواجباته، ومعرفة أن إكرامه والتودد إليه وإيثار ما يرضيه على نفسك من أعظم ما يرضي الله عنك، ويدخلك الجنة يقول الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -: "لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها" ويقول في الزوج: "هو جنتك ونارك" أي سبب في دخولك الجنة بطاعته والقيام بحقوقه أو دخولك النار بتضييع حقوقه".
ويقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: "إذا صلت المرأة خمسها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت الجنة".
فالحرص على طاعة الزوج وإكرامه والإحسان والتودد إليه وإيثار ما يرضيه من خير صفات المرأة الصالحة.
رابعا: عليك بالاهتمام بوصية المرأة العربية لابنتها عند زفافها، ففي مطالعتها والاعتناء بها خير كثير بإذن الله وصية الأم لابنتها عند الزواج: خطب عمرو بن حجر ملك كندة أم إياس بنت عوف بن علم الشيباني، ولما حان زفافها إليه، خلت بها أمها بنت الحارث، فأوصتها وصية تبين فيها أسس الحياة الزوجية السعيدة، وما يجب عليها لزوجها، فقالت: أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك لك، ولكنها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها، وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال.
أي بنية: إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلَّفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك رقيباً ومليكاً، فكوني له أمَةً يكن لك عبداً وشيكاً، واحفظي له خصالاً عشرا يكن لك ذخراً:
أما الأولى والثانية: فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع والطاعة.
أما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على القبيح، ولا يشم منك إلا أطيب الريح.
وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن غرائز الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
أما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والإرعاء (الرعاية) على حشمه (خدمه) وعياله، وملاك الأمر في المال: حسن التقدير، وفي العيال: حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمراً، ولا تفشين له سراً، فإنك إن خالفت أمره أو أوغرت صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره، ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً. انتهى.
خامسا: وأشير عليك بمراعاة ما يأتي:-
1 – صلى ركعتين صلاة الحاجة.
2 – توجهي إلى الله تعالى بالدعاء بأن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يوددك إليه ويشرح صدره لك.
3 – اتصلي بزوجك بتلطف، واهتمي به في مكالمته وكلميه بما يستميله إليك، وادعيه للمجيء لشوقك إليه.
4 – أحسني استقباله،وضيافته، وأقبلي عليه بما يجذبه إليك، وأحضري له هدية لشيء يحبه.
5 – تجاذبي معه أطراف الحديث فيما يحب ثم بادريه بالاعتذار عما بدر منك من عدم المصارحة في الموقف السابق وأن ردك على سؤاله لم يكن تعمدا للكذب بل كان خوفا من ردة الفعل منك إذا أخبرتك بالواقع وعديه بالالتزام بالصدق والتمسك به دائما بإذن الله.
وأخيرا: عليك أحسن الله إليك بالانشغال بما ينفع وكثرة مطالعة فقه الزواج والكتب عن الزواج السعيد، والبيوت الطيبة.
أسأل الله تعالى أن يسعدك وزوجك ويقر عينكما بالألفة والمودة والمحبة بينكما دوما.
والله الموفق.