8 شعبان 1436

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أريد أن أعلم هل أنا مؤمنة أم لا؟ أشعر بأني متوقفة عن العمل وعن الإيمان وعن الخشوع في الصلاة.. أحب الله ولا أحب أن أغضبه، أحب أن أكون صادقة مؤمنة مخلصة قوية الإيمان، أريد رضا الله ولكن أشعر في بعض الأحيان بأني لا أحبه!! أريد الإيمان.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الأستاذة السائلة..
أكثر ما أحذرك منه هو الوهم، وأخطر شيء في حياة المرء أن يعيش وهما هو في أصله جهل بدين الله سبحانه.
فالإيمان بالله سبحانه قائم على الجزم، والشك ينافي الإيمان، وكذلك التردد ينافي الإيمان.
والمؤمن ينبغي أن يعرض نفسه على آيات الله سبحانه وأوامره فيعرف مقامه وموقفه، قال سبحانه: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.
وقوله سبحانه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}.
وقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
وحب الله سبحانه فرض لازم، وهو أصل كل خير، وخلافه ينافي الإيمان.
بل إن تلفظك بهذه الكلمة التي ذكرتيها من قولك: "أشعر في بعض الأحيان أني لا أحبه" هو خطر عظيم، فإن الذي لا يحب الله سبحانه ليس من المؤمنين.
فراجعي نفسك أيتها السائلة، وتوبي إلى ربك، واجعلي محبة ربك في قلبك أول شيء، ورسخيها في قلبك.
وكيف لا يحب المرء ربه وهو المنعم عليه بكل النعم، وأولها نعمة وجوده كإنسان ونعمة توفيقه للإيمان به، والنعم التي يتقلب فيها ليل نهار، ونعمة خلق الأكوان، ونعمة التبصر بالحق، سبحانه الحي القيوم الذي يهب الحياة، وإليه المرجع والمآل، وهو سبحانه يستجيب الدعوات ويقضي الحاجات، وهو سبحانه بيده الخلق والأمر، وهو الواحد الأحد الفرد الصمد منه جاءت كل نعمة {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ}.
وأنصحك أيتها السائلة بالاستعاذة من الشيطان من نفخه ونفثه ووسوسته، فإن هذه الأباطيل إنما يلقيها الشيطان في روع بني آدم ليبعدهم عن الإيمان.
فتوبي إلى ربك كثيراً واستغفريه، وأكثري من تكرار كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" ومن كلمة "محمد رسول الله".
واطلبي هداية قلبك من ربك سبحانه، وأكثري من دعاء "يا مُقَلِّبَ القلوبِ ثبِّتْ قلبي على دينك".
فإن أردت الإيمان فثبتي تلك المعاني في قلبك، واعقدي عليها في عقلك ووجدانك، والجئي إلى ربك سبحانه بالرجاء والدعاء أن يثبتك على الحق.
وتعلمي أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وألحقي نفسك بصحبة صالحة، وأكثري من ذكره سبحانه وقراءة كتابه المجيد.