12 شوال 1436

السؤال

أنا مقبل على الزواج.. لكني في حيرة من أمري وقد اختلطت علي الأمور، مع العلم بأني في وقت متأخر على الزواج حيث إني في سن الأربعين، وكان سبب تأخري لأسباب مادية فلم أحصل على عمل مستقر إلا في السنة الأخيرة...
مشكلتي أني أحب أن تكون زوجتي أقصر مني بقليل.. لكني وجدت فتاة حسنة الخلق والدين والجمال، وأعجبتني كثيرا، لكنها أطول مني بقليل وسمينة نوعا ما.. وتصغرني بحوالي 18 سنة، وقد قبلت بي كشريك لحياتها..
سؤالي: هل هذا الفارق في السن يؤثر على عقليتنا؟
وهل التفاوت في طول القامة له علاقة بالحياة الجنسية أم انه شيء عادي؟ وشكرا.

أجاب عنها:
خالد عبداللطيف

الجواب

مرحبا بك أخي الكريم في موقع المسلم.. أصلح الله لك شأنك، ويسر أمرك كله.
مشكلتك – أخي - تتمثل فيما يلي:
إقدامك على خطبة فتاة ذات دين وجمال لكنها أطول منك في القامة وأصغر سنا بحوالي 18 عاما؛ الأمر الذي جعلك في حيرة وتردد بسبب الخوف من تأثير ذلك على مستقبل علاقتكما.
أخي الكريم
لقد ذكرت في مسوغات الارتباط بينك وبين هذه الفتاة عددا من الأمور الوجيهة، على رأسها الصفة المحورية والأهم وهي الدين والخلق، يليها الجمال وأنها بالفعل أعجبتك! كما أنها بدورها قبلت بك كشريك لحياتها!
ولا شك أن هذه أسباب قوية لترشيح مثل هذا الزواج للنجاح إن شاء الله تعالى، وعلامات مبشرة بالوفاق بينكما كما هو الظاهر مما ذكرت.
ومن جهة أخرى تشير الأبحاث إلى عدم وجود علاقة بين البنية الجسدية والعلاقة الجنسية بين الزوجين، ولكن الأمر يتعلق غالبا برغبة كل طرف قبل الزواج بمواصفات شريك الحياة، ومدى أهمية هذا الجانب في ترتيب أولوياته؛ فلا شك أنه من حق كل من الرجل والمرأة أن ختار ما يناسبه، ويتضح من كلامك أنه قد تمت الرؤية الشرعية التي يتم القبول على أساسها، ولاشك أن القبول النفسي سيتم متأثرا بالمواصفات الشكلية أيضا، ويبدو أنه قد تم بينكما بحمد الله.
وأما فارق السن فلا شك أن هناك فارقا واضحا في حالتكما، ولكنه يبقى في حدود المقبول، ونحن عادة ننصح بفارق غير كبير، مراعاة لحصول التكيف في الرغبات السلوكية والعملية، لكن يبقى شأنه كذلك مرتبطا بقبول وارتياح الطرفين، مع توافر العديد من أسباب القبول القوية الأخرى، كذلك - وبناء على رسالتك - فإن الفتاة يبدو أن عمرها يتجاوز الاثنين والعشرين وهو عمر مناسب لتحمل المسئولية الأسرية بنضج كاف حتى لو كان هناك فارق في العمر.
الذي لا يختلف أحد عليه أن البيوت الناجحة المؤمنة لا يؤثر فيها فارق سن ولا صفة، إنما تقوم في الأساس على المودة والرحمة والتقدير والاحترام والرفق.. وغيرها من الصفات الخلقية والروحية.
أخي الفاضل
في ضوء هذه التوضيحات تبقى أنت صاحب القرار.. وفي الاستخارة عون لك من الحكيم العليم؛ فلتتأمل بصدق مع نفسك في مدى تأثير هذين الأمرين ووزنهما عندك مع سائر الاعتبارات الأخرى!
فإن آنست من نفسك عدم التأثر من جهتهما، والغبطة بالمواصفات الأخرى من الدين والخلق والجمال، إضافة إلى تأكدك من القبول من الطرف الآخر بوضوح ؛ فاستخر في الزواج بهذه الفتاة.. وامض قدُما فيما ييسره الله لك!
وأما إنْ لمست من نفسك ترددا وقلقا كبيرا من ذلك ؛ أو أن لديها هي أيضا شيئا من تردد، فأنتما في مرحلة الأمان.. والله تعالى يكتب لكما التوفيق والسداد.