18 جمادى الثانية 1436

السؤال

أهل زوجي اعتادوا أن يقيموا حفلة لكل طفل فقط إذا أكمل السنة فبعد السنة بأسبوع تقريبا يقيمون الحفلة، ويحضرون الهدايا فما حكم هذا الاحتفال؟

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أمابعد:
فإن من المقاصد الشرعية تميز المسلمين عن الكفار، بترك التشبه بهم في أمور دينهم وعوائدهم الخاصة، وأكثر الشرور التي شاعت في مجتمعات المسلمين منشؤها التشبه بالكفار، والتشبه بالكفار على مراتب، وقد ينتهي إلى الكفر، وسبب التشبه بالكفار الجهل بدين الإسلام ومقاصده، وكذلك الإعجاب بالكفار بسبب ما أوتوا من حظوظ الدنيا ومظاهر الحضارة، ومن القواعد في علم الاجتماع أن الضعيف يقلد القوي، وما ذكر في السؤال من الاحتفال عند مرور سنة على المولود هو نوع من التشبه المذموم، والناس في هذا لهم عادات مختلفة؛ فمنهم من يتوسع في حفلات الموالد ويكثر منها، فمنهم من يحتفل بمولد الأم والأب والأولاد كلهم، بعد سنة أو بعد سنتين، ومنهم من يقتصر على الاحتفال بمرور السنة الأولى على المولود، ومما يشبه الاحتفال بالمولد احتفال الزوجين بذكرى زواجهما بعد سنة، أو عشر سنين، أو خمسين، أو أكثر أو أقل، وكلها عادات دخيلة على المسلمين، فينبغي تجنبها، والفرح بالأولاد وإعطاؤهم الهدايا ليس له وقت محدد، فالفرح بهم معتاد في كل وقت، والأولاد من نعمة الله التي يجب شكرها، ومن شكر نعمة الأولاد تربيتهم على الأخلاق الفاضلة، وعلى طاعته سبحانه وتعالى، والدعاء بصلاحهم، كما قال تعالى عن عباد الرحمن: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) والله أعلم.
وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.