8 شوال 1438

السؤال

سمعنا أيام العيد بعض التهاني ومنها تقبل الله منا ومنكم إن شاء الله، أو غفر الله لنا ولكم إن شاء الله، السؤال: ما حكم قول إن شاء الله في مثل هذا؟ وهل هو داخل في النهي (اللهم اغفر لي إن شئت) أم لا؟

أجاب عنها:
أ.د. عبدالله عمر الدميجي

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
فلا شك أن قول:"تقبل الله منا ومنكم" و"غفر الله لنا ولكم" وإن كان ظاهره الخير إلا أن المراد منه الدعاء.
وقد ورد النهي الصريح في تعليق الدعاء بالمشيئة لما ورد في حديث أبي هريرة المخرج في الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة فإن الله لا مكره له" ولمسلم"وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه".
وفي رواية لأنس عند البخاري:"إذا دعوتم الله فاعزموا في الدعاء، ولا يقل أحدكم: إن شئت فأعطني، فإن الله لا مستكره له".
لكن ثبت في البخاري أيضاً أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للأعرابي الذي زاره في مرضه:"لا بأس عليك طهور إن شاء الله" قال الحافظ في الفتح:"وقوله: إن شاء الله، يدل على أن قوله:"دعاء لا خبر"، بينما قال الشيخ ابن عثيمين في :"لا يظهر أنه ليس من باب الدعاء، وإنما هو من باب الخبر والرجاء ليس دعاء" وعليه فهذه الصيغة "تقبل الله..." تحتمل أن تكون للرجاء أيضاً.
فالذي يظهر -والله تعالى أعلم- أنه لا ينبغي تعليق مثل هذه الصيغة بالمشيئة، ولا نخطئ من علقها لأن له وجهاً قوياً خاصة إذا حمل على معنى الرجاء، والله تعالى أعلم.
وصلى اللهم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم.