15 رمضان 1436

السؤال

سافرت في رمضان إلى مدينة الرياض، وأنا أسكن في بلدة تتبع لمدينة الدوادمي، وسفري هذا لإجراء بعض الأغراض، وحينما كنت في الرياض صمت اليوم الرابع والخامس من رمضان، وفي اليوم السادس تعبت من كثرة المراجعة وعطشت فأفطرت بسبب شدة العطش، وفي المساء سافرت إلى بلدي، هل يلحقني في هذا الإفطار إثم مع أنني صمت يومين وأنا صابر على العطش والجوع في أثناء مراجعتي؟

أجاب عنها:
صالح بن علي بن غصون رحمه الله

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فالذي يظهر من سؤال الأخ أنه قدم إلى الرياض لقضاء حاجة، وأنه لم ينوِ إقامة لمدة أربعة أيام فأكثر، بل إنه مسافر، ولو انقضى لازمه أو حاجته في اليوم الأول، أو الثاني، أو الثالث، أو الرابع، لما بقي في الرياض، إذا كان الأمر كذلك فإن فطره سهل؛ لأنه مسافر وله حكم المسافر، وله أن يترخص إفطاراً وقصراً.. إلى آخره.
أما إن كان نوى الإقامة لمدة أكثر من أربعة أيام فإن له حكم المقيم وليس له أن يترخص، والمشقة التي حصلت عليه في الصيام قد لا تصل إلى أن تبيح له الفطر، وقد يكون أيضاً ذلك بسبب تعرضه للشمس، وكثرة الذهاب والمجيء فيكون هو السبب في ذلك.
على أي حال إذا كان سفره قصيراً أو لا يعلم متى ينقضي لازمه، وتنقضي حاجته فإنه هنا له أن يفطر ويترخص، ولا شيء عليه ما عدا القضاء.
أما إذا كان سفره طويلاً أكثر من أربعة أيام، ويعرف أنه سيقيم، لمدة أسبوع أو ستة أيام وما أشبه ذلك فإنه والحال ما ذُكر لا ينبغي له ولا يحل له أن يترخص ويفطر ما لم تكن هناك ضرورة بالغة، ومشقة عظيمة يخشى على نفسه التلف أو الضرر الكبير، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم