6 ذو القعدة 1436

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تقدم لي خاطب بفارق عمر عشرين سنة بيننا، وهو صاحب خلق طيب ومتدين ولا يعيبه سوى عمره، لا أدري هل أوافق عليه أم أرفض؟

أجاب عنها:
سميحة محمود

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..
أما بعد.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نرحب بكِ على صفحة الاستشارات بموقع المسلم، وندعوا الله سبحانه وتعالى أن يربط على قلبك، وأن يسترك بستره الجميل، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، كما نشكركِ على حسن ظنكِ بموقعنا الكريم، وأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق في الرد على رسالتك.
الحياة الزوجية يجب أن تقوم على التوافق والانسجام، ولن يتحقق ذلك إلا بالتقاء الأفكار والأهداف والمفاهيم والرؤى وحتى يتحقق ذلك لابد من حسن اختيار شريك الحياة؛ وحسن الاختيار هذا يقوم على التكافؤ في أمور عدة، منها التقارب في المرحلة العمرية والمستوى الثقافي والتعليمي والديني والتوافق في الحياة الاجتماعية والتقارب البيئي.. فكل هذا من الأمور الأساسية التي تعتبر من مقومات إقامة علاقة زوجية متوازنة وناجحة. وعند وجود تباين كبير بين الزوجين فإن ذلك أدعى لحدوث خلافات أو تنافر وربما يهدد العلاقة الزوجية بالفشل.
ابنتي الكريمة.. نصوص الشريعة الإسلامية لم تحدد فارقا بعينه بين الرجل والمرأة، فلا مانع من الزواج بمن هو أكبر منك بعشرين عاماً طالما يتمتع بالخلق والدين، ويملك الباءة , وكان الزواج قائماً على المودة والرحمة. ولكن كان لزاماً علينا أن نلقي الضوء على بعض الأمور التي قد تحدث والتي نقابلها كثيراً جراء تعرضنا للعديد من المشاكل الناجمة عن فارق السن الكبير بين الزوجين والتي ترد إلينا خصوصاً في هذا العصر.
فمن المعروف أن الإنسان يمر بمراحل عمرية مختلفة وكل مرحلة لها خصائصها التي تميزها، فإذا تزوج رجل في الأربعين بفتاة في العشرين كان كل منهما في مرحلة عمرية مختلفة عن الآخر ومن جيل مختلف عن الآخر، لذا نجد هناك تباين في التواصل بينهما، وتعذر في التفاهم، فكل منهما له أفكاره ومزاجه المرتبط بمرحلته العمرية، فيكون الرجل قد توشح بالعقل والاتزان، بينما الفتاة في أوج نشاطها وعنفوان شبابها وانفتاحها على الحياة، فربما تتملكه الغيرة إن لم يستطع مجاراتها، وربما يتسلل لقلبه الشك في بعض تصرفاتها، فيبدو عليه العصبية الزائدة والمزاج الحاد. كما أن الرجل مع تقدم العمر يصاب بالأمراض مثل السكري وضغط الدم مما يفقده حيويته ويصاب بالفتور تجاه زوجته . وقد تتأذي الزوجة التي تكون مازالت في شبابها من هذا الفتور.
لذلك – ابنتي الغالية – لا أنصح بالفارق الكبير في العمر؛ فهو قد ينجح مع البعض , ولكنه يكون سببا في الفشل مع الكثيرين، فالفرق في المرحلة العمرية يجب أن يكون في حدود المعقول حتى يحدث توافق في متطلبات كل مرحلة وتسير الحياة بصورة متناغمة وأكثر انسيابية.
استخيري الله تعالى وادرسي الموضوع من كافة جوانبه، ثم قرري ما يتوافق مع طبيعة شخصيتك وشخصيته.
وفي الختام .. أسأل الله أن يوفقك في اختيار الأنسب لك ويكتب لك السعادة، ونحن في انتظار جديد أخبارك فطمئنينا عليك.