الإرهاب بين الأمة وأذناب الصفويين !
17 رمضان 1436
منذر الأسعد

في مواجهة الإرهاب موقف مبدئي يتيم، ومواقف زئبقية لغايات سياسية وضيعة، تتخذها الدول المسيطرة على المسرح الأممي،  فيلتقي في ممارساتها الرديئة قبح الغاية وشناعة الوسائل.

 

الفرار من التعريف
في القانون الوضعي – الوطني والدولي- قاعدة متفق عليها تقول: لا عقوبة إلا بنص، فكيف يشن الغرب-باسم محاربة الإرهاب- حرباً على شعوب ودول وجماعات وأفراد، في غياب نص واضح يحدد ما هو الإرهاب؟

 

يقول الباحث الأستاذ سلطان بن عثمان البصيري:عبارة ( لا جريمة ولا عقوبة إلا بالنص ) مبدأ عدلي من مبادئ القانون ،  ومعنى النصّ في القانون العبارة ضمن المادة التي تمّت صياغتها في القانون ،  أما معناه في الشريعة الإسلاميّة في هذا الصدد يُراد به الدليل من الكتاب أو السنة صراحةً أو استنباطاً ،  وهذا فرق مؤثّر من حيث سعة المعنى وعدم ذلك وما ينبني عليه من تخريج.

 

 

والملاحظ أنّ كثيراً من المسلمين ممن يهتمّون بالشأن القانوني أو الحقوقي يفهمون العبارة فهماً يُطابق ما ورد في القانون لا ما ورد في الشريعة الإسلاميّة.
وحيث إنّ هذه العبارة تَرِدُ في القانون في مسائل العقوبات فسأذكر مثالاً من الجرائم يوضّح اختلاف معنى النصّ بين الشريعة الإسلاميّة والقانون ،  فبالمثال يتضح المقال.

 

 

والمثال : لو أن رجلاً قام بخطف آخرين واتجّر بهم ،  ولم تكن دولة بلاده حسب القانون قد نصّت على أنّ ما فعله يُعدّ جريمة فإنها لا تُعاقبه لعدم وجود النص ،  أما حسب الشريعة الإسلاميّة فإنها تُعاقبه لأنه ألحق الضرر بالآخرين.
المسلمون وحدهم

 

 

في ظل هذا المناخ الانتقائي البائس، حصر الغرب –عملياً- ظاهرة الإرهاب في أمة الإسلام –أهل السنة والجماعة تحديداً وهم الأكثرية الساحقة من المنتسبين إلى الإسلام-. فقد غزوا أفغانستان ثم العراق بذريعة مكافحة الإهاب، وحاربوا العمل الخيري والإنساني، وداسوا على قوانينهم نفسها فاتخذوا سجوناً خارج نطاق القانون من غوانتنمو إلى السجون السرية الطائرة والمقيمة، واستعانوا بعملائهم من الحكومات المستبدة لتعذيب المتهمين لانتزاع اعترافات منهم بالقوة.

 

تعامى الغرب الحقود عن ملاحقة الإرهاب الصهيوني والصليبي –وذاك مفضوح عند كل المنصفين الذين أنجاهم الله من ذل التغريب- لكن الغريب المسكوت عنه، أن الغرب المنافق لم شمل برعايته إرهاب الرافضة، بالرغم من تصنيف بعض تياراته في قوائمه للمنظمات الإرهابية!!

 

 

ويُلَاحَظُ هنا أمران شديدا الأهمية، أولهما: أن أهل السنة والجماعة- الدول والعلماء والشعوب- يرفضون جماعات الغلو التي تنتسب إليهم،  والتي يتهمونها-بأدلة شرعية- بأنها تنتمي إلى الخوارج!بينما تحظى منظمات الإرهاب الرافضي برعاية إمبراطورية الملالي: حزب اللات- فيلق بدر- جيش المهدي- عصائب أهل الحق ...............

 

الأمر الآخر: أن الإرهاب الرافضي صاحب "الريادة" فإذا كان تنظيم القاعدة قد تأسس قبل ربع قرن من الزمان {{ تقول موسوعة ويكبيديا : القاعدة أو تنظيم القاعدة أو قاعدة الجهاد  هي منظمة وحركة متعددة الجنسيات،  تأسست في الفترة بين أغسطس 1988م وأواخر 1989 / أوائل   1990  .. وتضيف: في يوم 29 ديسمبر 1992،  قامت القاعدة بأول هجماتها الإرهابية بتفجير قنبلتين في عدن. كان هدفها الأول هو فندق موفنبيك،  والثاني موقف السيارات التابع لفندق جولدموهر. كانت تلك التفجيرات محاولة للقضاء على الجنود الأمريكيين...}}.

 

 

فإذا سلّمنا جدلاً بذلك -مع التحفظ على تاريخ التأسيس المزعوم فلم يظهر التنظيم قبل 1991م في أقرب التقديرات- فإن إرهاب أتباع الخميني بدأ في لبنان ..
تقول صحيفة واشنطن بوست –في تقرير نشره حزب اللات متباهياً!!-: (منذ بداية الثمانينات حتى منتصفها،  حدثت عدة أحداث منها تفجير ثكنات لمشاة البحرية الأميركية في بيروت (23 أكتوبر 1983) وتفجير سفارة أمريكا في الكويت (12 ديسمبر 1983) واختطاف عدد من الأمريكيين منهم عدد من المسئولين الأمنيين والسياسيين الأمريكيين في لبنان (16 مارس 1984) وتفجير السفارة الأمريكية شمال شرق بيروت (20 سبتمبر 1984) واختطاف طائرة 221 شركة اير وي الكويتية (3 ديسمبر 1984) واختطاف طائرة 847 تي دبليو أي (14 يناير 1985) إذ وفضلا عن مقتل عدد من الأمريكيين أدى إلى احتجاز عدد منهم.

 

 
كان رئيس سي أي ايه في بيروت ويليام باكلي من ضمن المختطفين إذ كان يقدم واجبه كموظف دبلوماسي،  قام عدد من شباب الشيعة باختطافه،  كانت ترى المؤسسات الأمنية بان أغلبية الرهائن بحوزة حزب الله المتأثر بأهداف الثورة الإسلامية الإيرانية،  إذا لم نقل كلهم.

 

 
ان مساعي القوات السياسية والأمنية الأمريكية للعثور على باكلي وتحريره (الذي كانت بحوزته معلومات قيمة وسرية من نشاطات وكالة سي أي ايه) والرهائن الآخرين (بيتر كيلبرن وبنجامين وير وتري اندرسون ومارتين جنكو وديفيد جاكوبسن) باءت بالفشل وبعد عجز أمريكا عن البحث عن حل لهذه المشكلة وإخفاق سورية في حل الأزمة،  توجه الأمريكيون لإيران. ولاسيما أن الممارسات الإيرانية في تقديم العون لحل مشكلة اختطاف طائرة اير وي وتي دبليو أي،  لم يكن بالإمكان تجاهله.)!

 

 

الصورة إقليمياً
يتكرر المشهد نفسه في منطقتنا بصورة لا تقل بؤساً عن المشهد الدولي الظالم.. ففي بلداننا تطارد الحكومات سائر الجماعات المتطرفة، ويبرأ منها العلماء –بمن فيهم العلماء غير المحسوبين على الحكومات بل كثير من مُعارضي الحكومات!-
بينما يصاب مراجع الشيعة في البلاد العربية بالصمم والعمى والبكم إزاء الأعمال الإرهابية الفظيعة التي تفتك بأهل السنة والجماعة، على يد فرق القتل الصفوية وأذنابها،  والتي تتم برعاية رسمية إيرانية في سوريا والعراق ولبنان واليمن!!

 

يقول الدكتور محمد السعيدي في مقالة قيّمة:
ولو رجعنا بذاكرتنا إلى ما قبل 1403 للهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم فإننا لن نجد في الغالب عن مسمى التفجير ،  سوى في مصطلحات المقاولين الذين يفجرون الجبال بالديناميت لإنشاء الطرق وحفر الأنفاق وإقامة المُنشآت ،  فقد كان التفجير قبل ذلك مصطلح يُصَوِّر في مُخيلتنا أشياء كثيرة من التواصل والنمو والتقدم والازدهار ،  لكن منذ تاريخ 1403 انتقل هذا المصطلح إلى رمز للإرهاب والتطرف والعمالة للأعداء ،  ولم يكن ذلك إلا على يد متطرفين شيعةمدفوعين من النظام الصفوي الإيراني .
 
 
 

 

 

كانت البداية من ثلاثة كويتيين يعاونهم آخرون من جنسيات مختلفة بقيادة الشيعي اللبناني مصطفى بدر الدين صاحب الاسم الحركي [إلياس صعب] في تنفيذ عدد من التفجيرات في الكويت والتي راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى من جنسيات مختلفة .
 
وفي عام 1405 وتحديداً في صباح السادس من رمضان قام متطرفون شيعة من العراق والكويت ولبنان ودوّل خليجية بقيادة إلياس صعب نفسه بتقديم سيارة مفخخة يقودها انتحاري إلى موكب الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله راح ضحيتها عدد من الشهداء إن شاء الله ونجا الأمير من هذه المحاولة الآثمة .
 
 

وفي عام 1405 أيضا تم تفجيران في المقاهي الشعبية في الكويت راح ضحيتهما عدد كبير من القتلى والجرحى وكان متطرفون شيعة وراء الحادث .
وفي 1406 تم تفجير في مجمع نفط الأحمدي وتلاه عدد من التفجيرات في العام نفسه وفي عام 1407.
 
 

 

أما الطامة الكبرى فقد كانت في الثامن من ذي الحجة عام 1409حيث أقدم ستة عشر من شيعة الكويت على تفجير قنبلة في ساحة الحرم المكي الشريف الجنوبية الشرقية وتحديداً قرب جبل الصفا .
وفي كل تلك الأعوام كانت السلطات في السعودية تضبط مع بعض الحجاج الشيعة الإيرانيين مواد شديدة الانفجار كانت تُعد لاستخدامها في ترويع الحجيج لأهداف سياسية .

 

 

كلمة ختامية:
أقول مع الأستاذ جمال خاشقجي:
للأسف «طاقة» الشباب المسلم محل اتهام الآن،  على رغم أن الأصل فيها أنها طاقة معتدلة،  ولكن غياب المشروع الصحيح دفعهم إلى المشروع الخطأ. تجربة «عاصفة الحزم»،  وانتصارات الثوار السوريين تشير إلى الاتجاه الصحيح الذي يمكن أن تصب فيه هذه الطاقة،  بل وتوظف لخدمة أهدافه الاستراتيجية في إعادة بناء المنطقة وتحريرها من الطائفية والاستبداد معاً.

 

من الظلم أن تكون مشاركة إرلندي أو فرنسي في صفوف قوات الحماية الكردية،  التي حققت انتصارات ملحوظة في شمال سورية،  مقبولة دولياً،  على رغم أنها جماعة متهمة بتهجير العرب والتركمان من الأراضي التي تقع تحت سيطرتها،  ما يشكل جريمة حرب،  ولكن صاحبنا يتصور وسط المقاتلين الأكراد ممتشقاً سلاحه مستعرضاً،  يعرضها على صفحته في «فايسبوك»،  ويعود إلى وطنه ليجري لقاءات صحافية بوصفه بطلاً،  بينما مجرد ذهاب شاب عربي هناك يجعله محل اتّهام!
إنها معضلة أخلاقية هائلة،  وفي حلها وصفة قديمة للقضاء على «داعش».

 

 

ومع التحفظ على مبالغة الكاتبة الأردنية إحسان الفقيه،  فإن تغريدتها الآتية، تكفي لإقامة الحجة على الأعداء الداخليين المتربصين بنا الدوائر، فقد قالت:
(حين يخرج شيعة الكويت والقطيف والبحرين وأي شيعة ببلادي ويُشيرون الى نصراللات والحوثيين وبشار بأنهم قتَلة عندها سأُفجّر من يقترب من حُسينياتهم).