إعلام الملالي وكذبه المفضوح
21 رمضان 1436
منذر الأسعد

لم تستشعر وسائل إعلام الدولة الصفوية بزعامة خامنئي، أدنى إحساس بالحياء وهي تلفِّق تهمة دعاء الشعب السعودي للشيعة، من خلال مقطع فيديو يعود تاريخه إلى ما قبل سنتين ونصف سنة!

 

لم يقف التواطؤ على الفرية الرخيصة، عند مواقع إلكترونية كبرى ولا صغرى، وإنما اشتركت في هذه المؤامرة الذميمة وسائل الإعلام الرسمية التقليدية، ابتداءً من الموقع الرسمي لقناة (العالَم) الفضائية، مروراً بوكالة أنباء (فارس) شبه الرسمية.

 

المقطع الذي يظهر فيه مذيع بقناة وصال الفضائية، متوعداً الغلاة من الشيعة بعقوبات شديدة، ما لم يكُفُّوا عن إيذاء أهل السنة، يعود إلى الشهر الأول من السنة الميلادية 2013!

 

لكن تلك الوسائل -كعادتها- خانت شرف الكلمة، فأوحت لجمهورها أن المقطع حديث العهد، وحاولت ربطه بالتفجيرات الإرهابية الأخيرة، وبخاصة تفجير مسجد للشيعة في منطقة الصوابر بدولة الكويت.

 

ووفقاً لصحيفة (عربي 21) على الشبكة، فإن المذيع صاحب المقطع المنتزع من سياقه وزمانه، محتجز حالياً لمحاكمته على واقعة لم تحددها الصحيفة، وإن كانت تشير ضمناً إلى مساءلته عن مواقف متشددة تخالف النظام العام في المملكة العربية السعودية.

 

وتختم الصحيفة تقريرها قائلةً: يذكر أن قناة (وصال) تتعرض لهجمات مستمرة، من قبل جهات إيرانية، وأخرى ليبرالية تطالب بوقف بثها، وفي المقابل يتهم أنصار داعش القناة بـ"التبعية" للحكومة السعودية، بسبب هجوم القناة المتكرر على تنظيمهم.

 

صحيح أن الصفويين يعترفون بأن الكذب-وإن كانوا يسمونه: تقية- هو تسعة أعشار دينهم، فلا يستغرب المرء صدور الكذب منهم باستمرار، لكن العجب من أنهم لا يدركون أن زمان استغفال الناس بإخفاء الحقائق عنهم، قد ولّى منذ ثورة الاتصالات وتدفق المعلومات، التي لم تعد حكراً على المعممين يحرّفونها بحسب ما يشتهون!