أنت هنا

29 رمضان 1436
المسلم ــ الهيئة نت

 
وصفت هيئة علماء المسلمين في العراق الاتفاق النووي بين دول الغرب وإيران؛ بأنه مكافأة نادرة حصلت عليها الأخيرة، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، مقابل ما تقدمه لها من خدمات جليلة في منطقة الشرق الأوسط.

 

وأكدت الهيئة في بيان أصدرته الأمانة العامة اليوم الأربعاء؛ أن الولايات المتحدة باعتبارها الراعي الرئيس للمفاوضات النووية مع إيران، كافات طهران بإبرام إتفاق نووي معها، يتيح لها دخول السوق النووية الدولية، والتعامل مع التقنية النووية استيراداً وإنتاجاً، والإبقاء على مفاعلاتها النووية، مع خروجها من الفصل السابع فيما يخص هذا الملف، ورفع كل العقوبات الدولية المفروضة عليها فيما يتعلق بالبرنامج النووي وقطاعات الطاقة والمالية، وإطلاق جميع أرصدتها.

 

وفي ضوء ذلك؛ أثارت هيئة علماء المسلمين تساؤلات على لسان الشعوب العربية موجهة للقادة والحكام الذين راهنوا على الوعود الأمريكية من قبل في الحيلولة دون التدخل الإيراني بشؤونهم، تتلخص في أنه إذا كانت إيران من دون هذا الاتفاق، تصول في المنطقة العربية وتنهش في سيادتها، وتتآمر على شعوبها وحكوماتها، وتغرس مخالبها في أجسادهم سراً وعلانية، فما الذي ستفعله بعد حصولها على هذه المكاسب الدولية؟

 

 

كما تساءلت الهيئة في بيانها عن المآلات التي ستنتهي إليها أحوال المنطقة العربية في ظل الوفرة المالية التي ستتحصل لإيران في قابل الأيام، وعن المكانة الدولية التي ستتمتع بها، مؤكدة أنها ستفضي إلى تصاعد خطير وغير مسبوق للنفوذ الإيراني على أراضي المنطقة وبين مواطنيها، معربة عن توقعها بأن أنظمة أخرى لم يكتم الإيرانيون نواياهم العدائية ضدها، ستكون في الحسابات الإيرانية على الطريق ذاته الذي سقط فيه النظام في العراق، وفي اليمن.

 

 

ومضى بيان هيئة علماء المسلمين إلى القول؛ بأن الرهان على الغرب، جهد ضائع ومنحدر خطير، سيورد أهله حُكاماً وشعوباً موارد الهلاك، لافتة إلى أن الرهان على القدرات الذاتية، وعلى ما لدى الشعوب المقهورة من طاقات، وعلى الإتفاق المشترك بين من وقع عليهم الضرر، من قادة وحكام؛ لم يُلجأ إليه بعد، مستشهدة بتجارب التاريخ التي تؤكد أنه دائمًا ما كان هذا الخيار يُسعف أصحابه وينجيهم من الهلاك في اللحظات الأخيرة.

 

وفي ختام بيانها؛ أكدت الهيئة أن أمة العرب التي انطلق الحق من أرضها لينشر العدالة بين الشعوب، ويفتح البلدان بما فيها فارس؛ مازالت فيها من الخصائص والصفات ما يجعلها قادرة بالتوكل على الله سبحانه أن تحمي نفسها من ظلم إيران وغيرها، وتظهر من الإرادة والقوة، ما يكشف زيفها، ويظهر حقيقة ضعفها أمام الذين راهنوا عليها، وقلدوها أوسمتهم.

وفيما يأتي نص البيان:

بيان رقم (1093)المتعلق بالاتفاق النووي الشامل مع  إيران

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
    فقد قدمت الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الرئيس للمفاوضات النووية مع إيران، مكافأة نادرة لإيران على ما تقدمه لها من خدمات جليلة في منطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال إبرام إتفاق نووي معها، يتيح لها دخول السوق النووية الدولية، والتعامل مع التقنية النووية استيراداً وإنتاجاً، والإبقاء على مفاعلاتها النووية، مع خروجها من الفصل السابع فيما يخص هذا الملف، ورفع كل العقوبات الدولية المفروضة عليها فيما يتعلق بالبرنامج النووي وقطاعات الطاقة والمالية، وإطلاق جميع أرصدتها.

 

 

    وإذا كانت إيران من دون هذا الاتفاق، تصول في المنطقة العربية وتنهش في سيادتها، وتتآمر على شعوبها وحكوماتها، وتغرس مخالبها في أجسادهم سراً وعلانية، فإن السؤال المنطقي الذي يدور في الخلد الآن: ماذا ستفعل إيران بعد حصولها على هذه المكاسب الدولية، وما المآلات التي ستنتهي إليها أحوال المنطقة العربية في ظل الوفرة المالية التي ستتحصل لإيران في قابل الأيام، والمكانة الدولية التي ستتمتع بها، والتي ستفضي بشكل مؤكد إلى تصاعد خطير وغير مسبوق للنفوذ الإيراني على أراضيها، وبين مواطنيها، ومثلما سقط النظام في العراق، وفي اليمن، فإن أنظمة أخرى لم يكتم الإيرانيون نواياهم العدائية ضدها، ستكون في الحسابات الإيرانية على ذات الطريق.

 

 

    هذا السؤال موجه قبل الشعوب العربية للقادة والحكام الذين راهنوا على الوعود الأمريكية من قبل في الحيلولة دون التدخل الإيراني بشؤونهم، وكان الوعد بمنزلة السراب الذي يحسبه الضمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، والذي لم ينس الرئيس الأمريكي أن يجدده لهم فور الإعلان عن الإتفاق النووي في الأمس، بزعمه ـ وبالطريقة التقليدية نفسها ـ إنه لن يسمح لإيران بأن تزعزع  ـ من خلال وكلائها ـ أمن المنطقة!!

 

 

    إن الرهان على الغرب، بدا ـ من دون ريب ـ جهداً ضائعاً، ومنحدراً خطيراً، سيورد أهله حكاماً وشعوباً موارد الهلاك، ولكن الرهان على القدرات الذاتية، وعلى ما لدى الشعوب المقهورة من طاقات، وعلى الإتفاق المشترك بين من وقع عليهم الضرر، من قادة وحكام، لم يُلجأ إليه بعد، وتؤكد كل التجارب التاريخية انه دائما ما كان يسعف أصحابه، وينجيهم من الهلاك في اللحظات الأخيرة.

 

 

    إن أمة العرب التي انطلق من ارضها وبنيها الحق لينشر العدالة بين الشعوب، ويفتح البلدان بما فيها فارس، مازالت فيها من الخصائص والصفات ما يجعلها قادرة بالتوكل على الله سبحانه أن تحمي نفسها من ظلم إيران وغيرها، وتظهر من الإرادة والقوة، ما يكشف زيف إيران، ويظهر حقيقة ضعفها أمام الذين راهنوا عليها، وقلدوها أوسمتهم، والله المستعان.

 

 

الأمانة العامة
28 رمضان 1436 هــ
15/7/2015م