الأسد يعلن هزيمته على حلم تقسيمه سورية
11 شوال 1436
دـ أحمد موفق زيدان

لأول مرة يتحدث طاغية الشام بشار أسد بشيء من الواقعية بعيداً عن التنظير بخطاباته التي عُرف بها، حين اعترف بالأمس بأنهم مرغم على الانسحاب من مناطق للاحتفاظ بأخرى، وحين أقرّ أيضاً بتعب عصاباته المسلحة في قتلها الشعب السوري ومواجهة ثورته الشامية العظيمة، مقابل ذلك هدد الطاغية بتقسيم سورية ملمحاً على ما يبدو  الانسحاب من حلب وربما درعا وغيرهما إلى داخل الساحل السوري تنفيذاً لوصية أسياده في قم وموسكو من قبل، فالأسد لا يتعدى وظيفته كقارئ  للنص فقط لا غير.

 

 

الإعلان الأسدي جاء بعد التغير بالموقفين التركي والاميركي و سماح تركيا للاميركيين باستخدام القواعد العسكرية التركية في الحرب على داعش مقابل استهداف الأتراك لداعش وغلاة الأكراد وفرض منطقة حظر في الشمال يتوقع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن تحدث تغييرا في سورية والمنطقة،هذه المعطيات استبقها الاسد برضوخه لأمر واقع يتشكل..

 

 

 

وبالتأكيد فإن الاسد وأسياده لديهم المعلومات عن تكثيف تدريب الجيش الحر على أيدي الأميركيين والاتراك والاردنيين و الدفع ببعضهم الى داخل سورية .

 

 

أما تكثيف الاسد   لعملياته العسكرية في جوبر  وغيرهافما هو  الا تنفيذ  لوصايا العسكريين الأميركيين من قبل في فيتنام أعلن انتصارك ثم انسحب ،وهو ما سعى إلى استنساخه السوفييت مع المجاهدين الافغان قبل انسحابهم ١٩٨٩.

 

 

وفي حملة لمكافأة القتلة المستأجرين من إيران وأفغانستان ولبنان والعراق فقد عرض عليهم منح الجنسية السورية بشكل غير مباشر، وربما يحصل هذا لتوطينهم في المناطق التي أتت عليها عصاباته وحثالات الأرض المقاتلة معه بحمص والقصير، وما ينتظر الزبداني لا سمح الله ربما لا يكون بعيداً عن ذلك ..

 

الأرض لمن يدافع عنها هكذا برر وجود حثالات الطائفيين من كل العالم المقاتلين إلى جانبه، والمشاركين بتدمير سورية، تماماً كما رفع والده المقبور حافظ أسد شعار الأرض لمن يزرعها لينتزع الأرض من أصحابها الحقيقيين ويحولها إلى من يراهم الطاغية وحزبه المأفون وهو ما تسبب بكوارث اجتماعية وزراعية واقتصادية لا بد للدارسين الالتفات إليها يوماً ما، اليوم يطور النجل القاصر الخطاب بشكل أفظع ربما لم يسبق له مثيل تاريخياً عبر قوله إن الأرض لمن يدافع عنها، وبهذا المنطق فإن كل الاحتلالات التي وقعت عبر التاريخ يمكن أن تكون صاحبة الأرض الحقيقية بمن فيها الاحتلال الصهيوني وغيره من الاحتلالات...

 

 


روسيا وإيران
نصحتا النظام من قبل  بالاحتفاظ بسورية المفيدة كما أطلق عليها الفرنسيون وهي الممتدة من حلب باتجاه إدلب والساحل السوري ثم حمص والقلمون إلى دمشق ودرعا، ولكن يبدو أن هذ الاحتفاظ لن يكون بمقدور العصابة أن تقوم به بعد الضربات القوية التي وجهها الثوار في حلب، وتحرير إدلب وقرب تحرير درعا وخسارة النظام لمعظم الريف الدمشقي وأجزاءاً من العاصمة ذاتها، وهو ما يعني أن العصابة قد تلجأ إلى دويلة الساحل، حيث الحرس الثوري الإيراني يعزز وجوده وقواته في الريف الحموي بمواجهة تقدم جيش الفتح من إجدلب صوب الساحل السوري..

 

 


الإشكالية الأساسية
في أن زخم النصر الذي تحقق في إدلب لم يتم استغلاله واستثماره على مستوى الفصائل الثورية أو على مستوى الدول الصديقة الداعمة للثورة السورية، لا سيما وأن هذه الدول ستدخل في فخ وشرك المنصوب لها اقليميا ودولياً بقتال داعش دون تكبير الزاوية وهي التخلص من المرض الحقيقي وهو العصابة الأسدية التي كانت السبب في ظهور داعش، وبالتالي ما لم يتم يُصار إلى تنسيق المواقف بين هذه الدول لدعم الثورة بقوة وفاعلية من أجل قلب المخططات الاقليمية والدولية على رؤوس المتآمرين فإن الشعب السوري سيظل يعاني، وتعاني معه الفصائل الثورية بتفرقها وتمزقها وعدم تركيزها تماماً على العدو الصائل، فسورية ليست مهمة لذاتها فقط وإنما مهمة لغيرها وتحديداً الدول كتركيا وقطر والسعودية التي وقفت ولا تزال تقف إلى جانب إسقاط الطاغية وعصابته..