4 ربيع الأول 1437

السؤال

السلام عليكم أنا فتاة في الخامس والعشرين. تعرفت على شاب خلال أيام الدراسة في نفس سني. يحترمني ويعاملني كملكة ويريد الزواج مني.
إلا خلال هذه السنوات التي كنت أعرفه فيها هناك بعض الصفات التي لم أكن أقبلها، أولاً: لم يكن يصلي. رغم محاولاتي التي باءت بالفشل، كان يصلي فقط ليرضيني ثم يعود لتركها بعد مدة.
ثانيا: لا يحسن التصرف إلى الناس، وأنا كان يفعل المستحيل لكي أرضى، نحن الآن نشتغل وهو يريد بل ومناه أن يأتي ليخطبني وأصبح زوجته، وقد صارح أخي بالموضوع، مشكلتي هي أنه بعيد عن طريق الله، ولم أستطع أن أغيره، هو سيئ التصرف مع الجميع إلا معي، لم نتشاجر طيلة سبع سنوات إلا مرتين، صراحة أنا أريد أن أكمل حياتي معه.
مشكلة أخرى أني اكتشفت صدفة أنه يشاهد المواقع الإباحية! ماذا أفعل مع العلم أن لدي كامل الاختيار، وأن الزواج موضوع حساس. شكراً

أجاب عنها:
سميحة محمود

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..
أما بعد.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نرحب بكِ على صفحة الاستشارات بموقع المسلم، وندعوا الله سبحانه وتعالى أن يربط على قلبك، وأن يسترك بستره الجميل، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، كما نشكركِ على حسن ظنكِ بموقعنا الكريم، وأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق في الرد على رسالتك.
ابنتي الحبيبة.. جميل منك التوجه إلينا للاستشارة في أمر بالغ الأهمية كأمر الزواج واختيار الخاطب، واعترافك أن الزواج موضوع حساس (الزواج موضوع حساس) يدل على بُعد نظرك وتوجسك من قبول هذا الشاب الذي تعرفينه.
ولكن قبل الحديث معك عن مواصفات هذا الشاب أود أن أبين لك أن الإسلام لا يبيح لفتاة أن تقيم علاقة عاطفية مع شاب ولو بغرض الزواج، فأي علاقة خارج نطاق الزواج توجب غضب الرب وسخطه، ولهذا عليك المبادرة بالتوبة وقطع أي صلة بهذا الشاب وطي هذه الصفحة من حياتكِ، فأمر الزواج يجب أن يبنى على تحكيم الشرع ثم العقل وليس العواطف فقط، والفتاة حين تختار شريكا لحياتها يجب أن يكون ذا مواصفات ترجح نجاح هذا الزواج، كما يجب أن تختار من يعينها على طاعة الله، وأيضا تختار من سيكون أبا لأولادها. وقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المعيار الصحيح لاختيار الزوج، بقوله صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ. بمعنى أن يكون قبول الخاطب بحالة عند الخطبة وليس بما يرجى أن يكون عليه في المستقبل،
فالمستقبل علمه عند الله والهداية أمرها بيده. وكون هذا الشاب مصر على عدم الصلاة رغم محاولاتك لكي يلتزم بالصلاة (رغم محاولاتي التي باءت بالفشل) وفي بعض الأحيان (كان يصلي فقط ليرضيك) فهذا يعني أنه مضيع لأعظم ركن من أركان الإسلام بعد الإيمان بالله!! فمن ترك الصلاة جحودا يخرج من الملة، ومن تركها تكاسلا قد عدّه بعض العلماء كفراً مخرجا من الملة، فكيف يجوز للمسلمة أن تقترن بشخص هذا حكمه؟!.
ولا شكّ أن من ضيع الصلاة فهو لما سواها أضيع، وهو على خطر عظيم لأنه إلى الكفر أقرب منه للإيمان، ولا يمكن نصح الفتاة بقبول من لا يصلي على أمل أنه في المستقبل قد يصلي، ويكفيك أنه كما ذكرتِ (بعيد عن طريق الله)! وقد أضفتي أنك قد اكتشفتِ مؤخرا أنه (يشاهد المواقع الإباحية)، فكيف تتوقعين حياتك معه لو قدر وتزوجته؟؟! فالحياة مع مثله جحيم وعذاب لا يطاق، وكم من فتاة تزوَّجت مِن لم يكن مرضيّ الدِّين بِحُجّة أنها سوف تُغيّره ثم غيّرها هو، فانْحَرَفت!
اعلمي أن في اختيار الزوج صاحب الدين والخلق سعادة المرأة في الدنيا والآخرة، وفي التهاون في اختيار الزوج على أساس الدين والخلق، عواقب لا تحمد، ومن ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه.
ابنتي المؤمنة.. أكثري من الاستغفار والدعاء لله أن يسعدك وييسر لك ما فيه صلاحك فللدعاء آثار عظيمة ونعم جليلة.
وفي الختام..أسأل الله أن يعجل لك بالزوج الصالح، وأن يقيك شر شياطين الإنس والجن، ونحن في انتظار جديد أخبارك فطمئنينا عليك.